الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناول أدوية يترتب عليها أضرار جانبية.. رؤية طبية شرعية

السؤال

أرغب في معرفة إن كان هناك دعاء معين في حالتي، حيث إن طبيبي أعطاني دواء معينا، وقال لي إن فيه آثارا جانبية مضرة.
فهل هناك دعاء معين عن النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن أدعو به عند أخذ الدواء خوفاً من المضرة؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هناك دعاء خاص يقال عند استعمال الدواء حسب اطلاعنا، لكن هناك الأذكار والتعوذات الجامعة التي تقال عند تناول الطعام، وعند الخوف من أي شيء، مثل أن تقول: بسم الله . وكذلك دعاء الله تعالى أن يعيذك من شره وينفعك به، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم. ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي. رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني. ثم إذا كان الدواء محقق الضرر فلا يجوز تناوله، لما في ذلك من إلحاق الضرر بالنفس، وهو أمر محرم شرعا، لقوله تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء: 29}.

فإذا ثبت أن تناول شيء ما يترتب عليه ضرر معتبر، وذلك من خلال إخبار أهل الخبرة والاختصاص الموثوقين، فإنه لا يجوز تناوله.

ففي الشرح الممتع: قال شيخ الإسلام رحمه الله: وإذا خاف الإنسان من الأكل أذًى أو تخمة حَرُمَ عليه. انتهى.

وقال البجيرمي في تحفة الحبيب على شرح الخطيب: ( قوله : ( ويحرم ما يضر البدن أو العقل ) ..... وقوله : ما يضر البدن قال الأذرعي : المراد الضرر البين الذي لا يحتمل عادة؛ لا مطلق الضرر ).
اللهم إلا إذا كانت النتيجة المرجوة منه أعظم من الضرر، كما هو الحال في الكثير من الأدوية. للقاعدة الفقهية: (إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما) فمفسدة الآثار السلبية، والضرر الناشئ من تناول الدواء، معارضة بمفسدة عدم تناوله، فترتكب هذه المفسدة الأخف مراعاة للمفسدة الأعظم.

أما إذا كانت المفسدتان متساويتان، فهنا تأتي قاعدة أخرى وهي: (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، أو قاعدة: (الضرر لا يزال بمثله أو بأعظم منه)، فيحرم حينئذ تناول هذا الدواء، ويرجع تقدير الضرر إلى الطبيب المختص.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني