الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار جهل العبد بمصالح نفسه وجهله بكرم ولطف ربه

السؤال

أبلغ من العمر25عامًا, وقد تقدم للزواج مني أشخاص كثيرون, ولكني لم أرتح لأحد, وتقدم لي شخصان وفي المرتين لم يتم الموضوع, وينتابني حزن شديد, ففي آخر مرة أردت ذلك الشخص بشدة, ولكن لا يوجد رد, هل من دعاء يقربه مني فقد جربت أدعية كثيرة ولا يوجد فائدة؟ أرجو الرد للضرورة؛ لأني أحس أني مكتئبة, مع العلم أني أخاف الله على قدر استطاعتي, وهذا الشخص بالنسبة لي هو آخر أمنياتي, أرجو الإفادة بسرعة, وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم دعاء مخصوصًا في الشرع يكون سببًا لزواجك من هذا الرجل أو غيره، لكنّ الدعاء عمومًا من أنفع الأسباب لتحقيق كل مطلوب مشروع, وهو نافع بكل حال.

لكن ينبغي أن تعلمي أن زواجك وغيره من أمور حياتك كله يجري بقدر من أقدار الله التي كتبها قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والتي يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216]
وقال ابن القيم - رحمه الله - : والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له, بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا. فينبغي عليك أن تحسني الظن بالله, وتفوضي أمرك إليه, وتسلمي بقضائه وقدره, وتثقي بأنه سيهيئ لك الخير .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني