الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحق لمن أصابه ضرر بسبب خطئه أثناء اللعب طلب تعويض من شركة الملاهي

السؤال

كنت بمدينة الملاهي بأمريكا، وخلال اللعب بالسيارات ارتطمت بالحائط وانقطع إصبع قدمي، ونريد طلب تعويض مادي عن فقدان هذا الإصبع، خاصةً أن هذا القطع سوف يؤثر على توازن الجسم وإمكانية المشي - هذا ما قاله طبيب الأقدام هنا - هل هذا حرام لأني أطلب تعويض عن شيء حدث بالقضاء والقدر؟! أم أنه من حقي لأنني فقدت جزءًا يؤثر على المشي, إضافة إلى أن الطبيب منعني من المشي مدة شهر ونصف ولدي طفلان صغيران يحتاجان الاهتمام كل اليوم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام الخطأ منك - حسبما ذكرت - فليس لك تحميل جهة ما التعويض عنه بغير حق شرعي, ولا تضمن شركة الملاهي إلا الأضرار الناتجة عن تقصير أو إهمال منها؛ لأنها هي المتسببة حينئذ في الضرر.

وأما إذا كانت الشركة قد اتخذت كافة الإجراءات والاحتياطات اللازمة ولم يحدث منها تقصير أو إهمال فإنها لا تضمن؛ لأن الأصل في فعل (إصابات) الجمادات (الآلات) أنها جُبَار.

والخطأ منك على نفسك فلا تحمليه غيرك لتأكلي أموال الناس بالباطل, فقد بين القرافي رحمه الله تعالى في الفروق أسباب الضمان فقال: أسباب الضمان ثلاثة فمتى وجد واحد منها وجب الضمان: أحدها: التفويت مباشرة, وثانيها: التسبب للإتلاف, وثالثها: وضع اليد غير المؤتمنة. اهـ وليس شيء من ذلك فيما ذكرت.

الله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني