الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء داء وفتنة الدراسة في الجامعات المختلطة

السؤال

أدرس في جامعة مختلطة، والتبرج والسفور على أشده كما تعلمون، ولهذا عندما أرغب بمتابعة الدرس والنظر إلى الأستاذ يكون في مجال نظري طالبات متبرجات، ولا تكون كالنظرة الأولى لأنها طويلة ومتكررة، ودائمة. ولهذا أفضل بعض الأحيان عدم متابعة الدرس. فماذا يجب أن أفعل في هذه الحالة؟ وهل علي إثم مما أراه مضطرا؟ مع العلم أني أخشى أن أشرب هذه الفتنة وتهون في نظري بسبب كثرة الاختلاط. ولهذا أتغيب عن كثير من الدروس مما يترتب عليه صعاب في دراستي التي هي صعبة نوعا ما، وتحتاج إلى جهد. فما العمل؟ أرجو إجابة مفصلة مع ذكر أقوال العلماء في حالات كهذه. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاختلاط على الوجه الشائع اليوم في كثير من المؤسسات التعليمية بلاء وبيل، وشر مستطير، وسبب من أسباب الفتنة عظيم، وسبيل لانتشار الفواحش وضياع الأخلاق والمبادئ، وهذا مما لا ينكره كل ذي عقل سليم، وقد أوردنا جملة من أدلة تحريم الاختلاط بالفتوى رقم: 28829 وذكرنا طرفا من مفاسده بالفتوى رقم: 3539.

والأصل أنه لا يجوز للمسلم التواجد في هذه الأماكن ولا الدراسة فيها، إلا إذا تعينت سبيلاً لتحصيل العلم المتعين ولا يوجد غيرها. فحينئذ تجوز الدراسة فيها بشروط منها: غض البصر، وترك الخلوة، وراجع الفتوى رقم: 27245.

فإن كان الواقع ما ذكرت من أن النظر إلى الأستاذ يقتضي النظر إلى الفتيات على الصفة المذكورة بحيث لا يمكن للمرء صرف بصره عنهن، فهذا أمر خطير لا يجوز الاستمرار معه في هذه الدراسة، فينبغي حينئذ البحث عن جامعة أخرى ينتفي فيها المحذور، فالسلامة لا يعدلها شيء، ودين المرء أغلى ما عنده فلا يعرضه للضياع، وما أحسن ما قاله القحطاني في نونيته:
الدين رأس المال فاستمسك به * فضياعه من أعظم الخسران.

وما أحسن قول القائل:

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه * فما فاته منها فليس بضائر.

وإذا لم تجد جامعة أخرى، وكنت محتاجا إلى الاستمرار في هذه الجامعة، فابذل جهدك في أن تكون في مكان من قاعة الدراسة لا تكون الفتيات فيه بينك وبين الأستاذ، وجاهد نفسك على غض البصر، واحرص على صحبة الصالحين من الطلاب، والتعاون معهم على الدعوة إلى الله والتوجيه إلى الخير في الجامعة، فذلك من أعظم ما يعين على الوقاية من أسباب الفتنة.

ويمكن أيضا البحث معه عن سبيل لإقناع إدارة الجامعة، أو الضغط عليها من خلال المؤسسات الطلابية كالاتحادات ونحوها، بحيث يفصل الطلاب عن الطالبات ولو في داخل قاعة الدراسة على الأقل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني