الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع للمسن المريض الذي يتكرر منه نزول البول جمع الصلوات

السؤال

والدي يبلغ من العمر 100 عام، ويوجد لديه تضخم في البروستات مما يسبب له نزول بعض القطرات من البول، مما يضطره إلى تغيير ملبسه عند أداء كل فريضة، ويصعب عليه الوضوء وتغيير ملابسه عند أداء كل فريضة. فهل يجوز له الجمع والقصر في صلاته نظرا لكبر سنه والمرض؟ أرجو إفادتي. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فنزول بعض القطرات من البول لا يستوجب تغيير الملابس وإنما يكفي فيه تطهيرها بالماء, وذهب المالكية إلى أن من كان مستنكحا بالحدث بحيث يصيبه الحدث ولو مرة في اليوم أنه لا يلزمه الاستنجاء منه ولا تطهير الثياب، بل يعفى له عن النجاسة في البدن والثوب. وانظر فتوانا رقم: 129342.

ولا يبيح له نزول تلك القطرات جمع الصلوات, إلا إذا كان نزولها مستمرا بحيث لا يجد وقتا يصلي فيه بطهارة صحيحة فإنه -حينئذ- يعتبر صاحب سلس, ولا حرج عليه في الجمع بين الصلاتين على مذهب الحنابلة ومن قال بقولهم، خلافا للجمهور.

وعلى مذهب الحنابلة فله أن يجمع بين الظهر والعصر , وكذا يجمع بين المغرب والعشاء, إلا أنه لا يجوز له القصر ما دام في حضر وليس في سفر , وقصر الصلاة مختص بالسفر فقط، فلا يجوز قصر الصلاة إلا في السفر.

وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان ضابط سلس البول وكيفية صلاة المصاب به , وفيها غنية وكفاية عن الإعادة هنا فنحيلك إليها , فانظر الفتوى رقم: 185105 بعنوان كيف يتطهر ويصلي صاحب سلس البول، والفتوى رقم: 178955 في ضابط السلس، والفتوى رقم: 172039 والفتوى رقم: 170997 وكلاهما عن حكم وكيفية جمع الصلوات للمبتلى بالسلس، وكذا الفتوى رقم: 168959.

ونسأل الله أن يشفي والدك ويختم لنا وله بالإيمان .

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني