الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تمنع البنت الصغيرة من استخدام أحمر الشفاه

السؤال

لي بنت صغيرة عمرها 5 سنوات, ودائمًا ما ترغب في أن تضع أحمر الشفاه وطلاء الأظافر, وأنا أنهاها عن ذلك خوفًا من أن تشب على حب وضع تلك المستحضرات, وأتحمل أنا الوزر في ذلك, وأحذرها دائمًا من عقابي لها إن وضعت مستحضرات التجميل, ويتسبب ذلك في بعض المشاكل بيني وبين زوجتي؛ إذ أنها ترى أن وضع بنتنا الصغيرة لمستحضرات التجميل جائز؛ لأنها صغيرة في السن وما زالت طفلة.
أرجو من فضيلتكم توضيح حكم الدين في وضع مستحضرات التجميل للبنات الصغار دون سن البلوغ.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في الزينة للبنات الصغار, ودليل ذلك ما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم حلية من عند النجاشي, أهداها له فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشي, فأخذه النبي صلى الله عليه و سلم بعود ببعض أصابعه معرضًا عنه, ثم دعا أمامة بنت أبي العاص ابنة ابنته فقال تحلي بهذا يا بنية" وقد حسن إسناده الألباني وشعيب الأرناؤوط، وروى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أنها كانت تلي بنات أختها يتامى في حجرها فلا تخرج من حليهن الزكاة, وقد قال الشنقيطي في أضواء البيان: وهذا الإسناد في غاية الصحة عن عائشة - رضي الله عنها -, وسبق بالفتوى رقم: 33467 بيان جواز الخضاب للصغيرة, والتشديد في منع هذه البنت الصغيرة من مثل هذه الزينة قد يكون له من التأثير على ابنتك عكس ما تبتغي، لا سيما وأنها في سن صغيرة, وإذا حرصت على تربيتها في حياتها على الخير والفضيلة أمنت - بإذن الله تعالى - أن يحدث منها ما تخشاه من ارتكاب ما حرم الله تعالى بعد بلوغها.

وهذا الأمر - نعني استعمال ابنتك لهذه الزينة - أهون من أن يكون فيه نزاع بينكما كزوجين، وينبغي الحرص دائمًا على التفاهم والحوار، فالشقاق قد تكون له عواقبه السيئة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني