الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حفظ القرآن أم إكمال الدراسة للبنت كثيرة الرسوب في الدراسة

السؤال

ابنتي تدرس في المرحلة الإعدادية - الفصل الثامن – وهي راسبة لمدة أربع سنوات مختلفة, وزميلاتها في المرحلة الثانوية, وقد استعملت المكياج عدة مرات في المدرسة, أي أن عندها بعض السلوك الصبياني, وهذا أدى إلى أني أوقفتها عن الدراسة نهائيًا, وأمرتها أن تذهب إلى المسجد لقراءة القرآن الكريم, فهل أعيدها إلى الدراسة العامة أو أجعلها تستمر في قراءة القرآن الكريم؟ علمًا أن رأسها صلب.
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن هذه البنت أمانة عندك ولاك الله أمرها واسترعاك عليها، فأنت مسئول عنها يوم القيامة، فالواجب عليك تأديبها, وحسن توجيهها إلى طريق الحق والصواب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته....والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته", فالغفلة أو التغافل عن هذه المسئولية عاقبتها سيئة، ففي الصحيحين أيضًا عن معقل بن يسار المزني - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ", وفي المقابل جاء الوعد بالأجر الكثير على حسن تأديبهن، فقال صلى الله عليه وسلم: من عال ثلاث بنات فأدبهن ورحمهن وأحسن إليهن فله الجنة. رواه أحمد بإسناد صحيح.

وعلى أي حال فإن استقام أمر ابنتك وصلح حالها وأمكن أن تجمع لها بين الدراسة والالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن، فلا شك في أن هذا أولى، وحفظ القرآن من خير ما يفيد في تفتح الأذهان والتفوق في الدراسة, وإذا لم يكن بالإمكان الجمع بينهما ودار الأمر بين مواصلة الدراسة مع ضياع شيء من الدين والخلق، وبين المحافظة عليهما ولو مع ترك الدراسة بالمدرسة، فالدين أغلى من كل شيء، قال القحطاني في نونيته:

فالدين رأس المال فاستمسك به * فضياعه من أعظم الخسران.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني