الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأويل كلمة حق في قوله تعالى (يقتلون الأنبياء بغير حق )

السؤال

يقول تعالى عن بني سرائيل أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق فهل هناك قتل للأنبياء بحق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يقتلون بحق أبداً وقد وجَّه العلماء الإتيان بكلمة حق بتوجيهات: منها أن الإنسان قد يفعل الباطل يعتقده حقاً لشبهة وقعت في قلبه وقد يفعل الباطل مع علمه أنه باطل ولا شك أن هذا أقبح واشنع مما قبله. فالإتيان بكلمة (حق) تشير إلى أنهم قتلوهم من غير أن يكون ذلك القتل حقاً في اعتقادهم وخيالهم بل كانوا عالمين أنه باطل. ومنها أنها ذكرت للتأكيد كقوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به) ومعلوم أن مدعي الإله الثاني ليس معه برهان ولن يكون معه في المستقبل، فذكر البرهان هنا لمجرد التأكيد وكذلك كلمة (حق) للتأكيد. ومنها أن الله سبحانه وتعالى لو ذمهم على مجرد القتل لقالوا إن الله تعالى يقتل أيضاً فنبّه الله تعالى أن القتل الصادر من الله تعالى قتل بحق والقتل الصادر من غيره قتل بغير حق. إلى غير ذلك من التوجيهات المذكورة في كتب التفسير. مثل تفسير الرازي والزمخشري. والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني