الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرة شرعية حول ما يسمى بالثقافة الجنسية

السؤال

كثرت الفتاوى والاستفسارات في موقعكم حول الانتهاكات بين الشباب والفتيات، والغواية التي يوقعها الشيطان - لعنه الله - بهم فيقعوا في الرذيلة، ومن ثم يتوبون إلى الباري عز وجل، والتوبة تعني الندم بعد الذنب، وأرى أنه من باب الوقاية يجب تعريف الشباب والفتيات بخطورة هذه الأمور, مع الاستدلال لها -إن لزم الأمر - ببعض الحالات الواردة في موقعكم.
والسؤال ما هو السن الشرعي المقبول لطرح هذه الأمور مع الأولاد, سواء كانوا ذكورًا أم بنات؟
والسؤال الآخر وهو ذو صلة: كثير منهم يطرح أسئلة تتعلق بنواحي الذكورة والأنوثة, وما يترتب عليها, ولا ندري هل يجوز إجابتهم عنها أم لا, وذلك لما تمسه من أمور تخدش الحياء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلعل من المناسب أن تطرح هذا السؤال على بعض المختصين في موقعنا من خلال الكتابة لقسم الاستشارات فستجد عندهم - إن شاء الله - كثيرًا من التوجيهات النافعة.

وما يمكننا قوله هنا هو أن تعريف هؤلاء الشباب بربهم, وتعليمهم أمور دينهم, والعمل على تزكية نفوسهم, وزرع رقابة الله في قلوبهم من خير ما يكون سببًا لعفافهم، ومن أحسن الوسائل لتحصينهم من الوقوع في سبل الغواية وفتن الشهوات، وإقامة المحرم من العلاقات, وتوجيهات لقمان لابنه والتي تضمنتها السورة التي أنزلت باسمه " سورة لقمان" تمثل منهجا أصيلًا للتربية على قيم الخير والفضيلة, ولم نر في تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه غير هذا النهج.

والكلام مع الفتيان والفتيات عن ما يتعلق بالعلاقات بينهم, أو أمور الحب, أو ما يسمى بالثقافة الجنسية أمر دخيل على أمة الإسلام, لم تعرفه من قبل، وإثارة مثل هذه الأمور معهم ابتداء قد تكون لها آثار سلبية وعواقب سيئة، وعليه فينبغي إبقاء هذا الباب مغلقًا فلا يثار مع شباب الأمة, وإن وجدت حاجة لفتحه فليكن ذلك بقدر الحاجة، وممن يحرص على مصلحتهم, ويؤتمن عليهم, ويراعي شرع الله فيهم, وليكن ذلك مع من كان بالغًا, أو قارب سن البلوغ, دون من كان دون ذلك ممن يغلب عليهم عدم الاهتمام لأمور النساء, ولا يفهمون أحوالهن، ولا يعيرون انتباهًا لشوهاء أو حسناء.

وأما الأسئلة التي قد ترد من الشباب والفتيات في هذه الجوانب فلا ينبغي إغفالها أو التهرب منها؛ لئلا يلجأ إلى من يعطيه جوابًا غير مناسب, ربما يكون سببًا في انحرافه عن جادة الصواب، وليستغل ذلك في تصويب المفاهيم الخاطئة عندهم, وتوجيههم إلى قيم الخير والفضيلة.

وننصح بالاستفادة من بعض الكتب المفيدة في التربية، ومن ذلك: تربية الأولاد في الإسلام لعبد الله ناصح علوان، ومنهج التربية النبوية للطفل لمحمد نور سويد، ومسؤولية الأب المسلم - مرحلة الطفولة - لعدنان حسن با حارث. وهنالك محاضرة بعنوان: آباء يربون للدكتور عبد الكريم بكار, وكذلك مجموعة أشرطة بعنوان: نحو محو الأمية التربوية للشيخ محمد إسماعيل المقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني