الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع المرأة بضعها عن زوجها لتقويم إهماله لها

السؤال

أنا متزوجة منذ 4 سنوات, ولدي طفلة عمرها عامان ونصف, وزوجي طبيب, لكنه لا يهتم بي مطلقًا, ويكذب عليّ في أتفه الأشياء, ولا يواظب على الصلاة, وأنا أعمل بمركز مرموق بإحدى شركات البترول, وهو يكبرني بخمسة أعوام, لكن كل مسئوليات المنزل وابنتي أتحملها وحدي, فهو لا يبحث عن أي شيء سوى الراحة, كما تمت تربيته من قبل أمه؛ حيث توفي والده وهو في عمر 10 أعوام, فهو لا يعرف العمل, ولا المسئولية, وقد حدث بيننا أكثر من مشادة لا يسع المجال لسردها الآن, وانتهى الأمر بي أن طلبت الطلاق, فهو لا يوفيني حقوقي ولا حتى في المعاشرة, ولكنه يحضر كل ما يكسب من مال إلا القليل ويعطيني إياه؛ لأنه لا يريد تحمل مسئولية الصرف على المنزل وتدبير ميزانيته, وغيرها, وقد اجتمع أهلي وأهله بعد طلبي للطلاق, وقد أدانوه بشدة, واعتذر لنا أهله كثيرًا, وطلبوا مني الرجوع من أجل ابنتي, وإعطائه فرصة أخرى, وقد أدينا العمرة سويًا بعد الصلح - عسى الله أن يصلح ما بيننا - وبالفعل استقر الحال لأيام بعد العودة من الأرض الطيبة, ولكن – للأسف - عاد كما كان وأسوأ, فعاد للكذب, وعدم الانضباط في الصلاة, وطوال الوقت يتفنن في إغاظتي, وبعد فترة طلب مني أن ترجع المياه لمجاريها, وأن ننظر في حالنا, وأن نحاول إصلاح الوضع؛ هذا لأنه يرغب في الخلوة الشرعية التي لا تحدث إلا كل شهر أو أكثر لضعفه, ولعدم رغبته, وليس ذلك بسبب تقصير مني طبقًا لكلامه هو, ولكنه ضعيف جنسيًا, ولكني أشعر بالإهانة كل مرة يحاول الصلح فيها والاعتذار من أجل المعاشرة فقط, وبعدها يسيء معاملتي ويهملني بشدة كالعادة, فمنعته نفسي, وطلبت منه أن يراجع تقييم نفسه وتصرفاته؛ لأنني لم أعد أحتمل كل هذه الضغوط, ولأني أريده أن يعاملني معاملة آدمية أولًا قبل أن يعاملني كزوجة شرعية له, ورفضت تمامًا أن يقترب مني, وطلبت منه أن يصلح حاله معي ومع ابنته, وأن يهتم بمنزله حتى أستطيع أن أكون زوجة له, فهذا كان آخر حل أمامي, فهل أنا آثمة لهذا التصرف؟ وإن كنت آثمة فما الطريقة التي تجعلني أستطيع أن أتغلب على ضعف شخصيته, وتهذيب أخلاقه, وجعله يتحمل مسئوليتي, ومسئولية منزله وطفلته, ولا يعيش معي كالطفل الكبير دون أن يشعر بأي شيء؟ ولا داعي لذكر أني امرأة ولي احتياجاتي النفسية والمعنوية قبل الاحتياجات الجسدية, وهذا متاح على الأرصفة - كما لا يخفى على أحد - ولكني أخشى الله, وأخشى أن أعرض نفسي لشيء أندم عليه طوال عمرى, لكني في نفس الوقت أشعر أني هرمت معه, وعمرى تجاوز الثمانين, بالرغم أن عمري لا زال 27 عامًا.
أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت في عصمة زوج ينفق عليك بالمعروف فالواجب عليك طاعته إذا دعاك للفراش, فهو من أوكد حقه عليك، ولا يجوز لك الامتناع من إجابته إلا لعذر كمرض, أو حيض, أو صوم واجب, أو ضرر يلحقك من الجماع، وتقصير زوجك في بعض الأمور لا يبيح لك الامتناع من إجابته، وانظري الفتوى رقم: 34605.
واحذري كل الحذر من استدراج الشيطان والوقوع في حبائله والسقوط في الفتنة بدعوى أنك لا تجدين من زوجك ما يشبع حاجتك العاطفية، فتلك دعوى باطلة, ومسلك شيطاني خبيث، وإنما يجوز لك إذا كان زوجك لا يعفك أن تطلبي منه الطلاق أو الخلع؛ لتتزوجي غيره عسى أن يعفك.

والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك وتجتهدي في إصلاحه, والتعاون معه على التوبة والاستقامة، ولا سيما في المحافظة على الصلاة, فإنها أعظم أمور الإسلام بعد الإيمان بالله, ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وراجعي الفتوى رقم: 3830.
ولا مانع من نصحه بالسعي لالتماس العلاج من الضعف الجنسي عند المختصين، فإن استجاب زوجك واستقام في دينه وعاشرك بالمعروف فذلك خير، وإلا فاطلبي فراقه، وراجعي الفتوى رقم: 138539.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني