الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحمل الناشئ من نكاح فاسد

السؤال

أنا تزوجت عرفيًا دون ولي أو إشهار, لأن ظروفي لم تكن تسمح بزواجي شرعيًا, وأنا الآن سوف أتزوج شرعيًا من ذلك الرجل, وقبل الزواج الشرعي بأيام عرفت أني حامل, فهل هذا الطفل ابن حرام ولن يبارك الله لي فيه؟ وأنا أعرف أني مخطئة, وتبت لله توبة نصوحًا, ولن أرجع لتلك الطريق ثانية, وابني لا يتحمل ذنب والديه, أرجو الرد هل هذا الطفل لن يبارك الله لي فيه؟ ولن يكون من الذرية الصالحة؟ وسيكون ابن حرام؟ مع العلم أن أباه معترف به, وسوف يعقد عليّ - بإذن الله - خلال أيام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما أسميته زواجًا عرفيًا بلا ولى ولا إشهار فاسد, ولا يجوز الاستمرار فيه, وهو بالنسبة للحوق الحمل منه بمن تسبب فيه لا يخلو من أحد أمرين:

(1) أن يعتقد حله.

(2) أن يكون محض انتهاك لحرمات الله دون اعتقاد حله, ففي الحالة الأولى يلحق الحمل بمن وقع منه الزواج المزعوم, قال شيخ الإسلام ابن تيمية - وقد سئل عن من تزوج امرأة بلا ولي ولا شهود؟ بعد أن ذكر أن هذا النكاح باطل باتفاق الأئمة - قال: لكن إذا اعتقدا هذا نكاحًا جائزًا كان الوطء فيه وطء شبهة يلحق الولد فيه, ويرث أباه، أما العقوبة فإنهما يستحقانها على مثل هذا العقد. انتهى

أما في الحالة الثانية فهو ابن زنى ولو اعترف به من وقع منه ذلك الفعل, ولا يلحق به عند جمهور أهل العلم, وتراجع الفتوى رقم: 145213, والفتوى رقم: 17568, والفتوى رقم: 135872, والفتوى رقم: 11426.

وأما هل سيبارك الله في هذا الولد ويجعله صالحًا فهذا أمر غيبي لا يعلمه إلا الله.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني