الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإخلال بركن من أركان الصلاة مع القدرة عليه يبطلها

السؤال

أعيش في ايطاليا منذ سنة وفي بعض الأحيان خوفاً من خروج وقت إحدى الصلوات عندما أكون خارج المنزل فإنني أصلي وأنا جالسة على كرسي بالإيماء خاصة والمركز الإسلامي لمدينة روما بعيد ووجدت مسجدا آخر ولكن للأسف لا يستقبل النساء للصلوات فهل ما أفعله يعتبر صلاة؟ علماً بأن هذا الأمر لايكون بشكل متكرر ولكن في أوقات متقطعة حيث أحاول قدر الإمكان أن أكون في المنزل عند أوقات الصلوات أو قريبة من المركز الإسلامي؟وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن منزلة الصلاة في الإسلام لا تعدلها منزلة أي عبادة أخرى، فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به.
قال صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" رواه الترمذي عن معاذ رضي الله عنه.
والصلاة لا بد من أدائها في أوقاتها المحددة، قال تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) [النساء:103].
وهذه الأوقات واسعة بحمد الله، فمن استطاع أن يؤديها في أول الوقت فذلك أفضل، ومن لم يستطع ففي وسطه أو آخره، ولكنه لا يجوز للمسلم أن يؤخر الصلاة عن وقتها.
وكذلك لا بد من أدائها بكيفيتها المعروفة من تحصيل الشروط والإتيان بالأركان والفرائض للقادر، فمن أخل بشيء من ذلك مع الذكر والقدرة فصلاته باطلة لا فائدة فيها.
فأما شروطها: فاستقبال القبلة، ودخول الوقت، وطهارة الثوب والبدن والمكان (من الحدث الأكبر والأصغر) وستر العورة.
وأما الأركان: فهي النية، وتكبيرة الإحرام، والقيام في الفرض لغير العاجز، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والاعتدال قائماً، والسجود، والرفع منه مع الطمأنينة، والجلوس والتشهد الأخيران للسلام، والسلام في الصلاة.
وتبقى بعد ذلك السنن والمستحبات والهيئات، فمن أخل بشرط من شروط الصلاة أو ركن من أركانها مع القدرة عليه فصلاته باطلة.
وعلى هذا، فإن على الأخت السائلة أن تعيد الصلوات التي صلتها بدون قيام وسجود، وهي غير عاجزة عن ذلك، فالمريض العاجز هو الذي يصلي بهذه الكيفية، والأخت غير مطالبة بالذهاب إلى المسجد، وإنما يطلب منها أن تؤدي الصلاة على الوجه المطلوب في بيتها أو أي مكان آخر طاهر، وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً". والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني