الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كسرت أكوابا لإحدى صديقاتها وهي صغيرة ولا تعلم من هي

السؤال

عندما كنت في الصف الخامس كنت يومًا ألعب مع إحدى صديقاتي وكان هناك أكواب من الزجاج على الأرض فكسرتها دون قصد, وأنا الآن لا أعلم ماذا أفعل, ولا أعلم من هي صاحبة الأكواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من السؤال أن ما حصل منك كان حال الصغر، والصبي إذا حصل منه إتلاف لمال الغير فلا إثم عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة ومنهم الصبي حتى يبلغ. رواه أبو داود, لكن هذا لا يسقط الضمان؛ لأن ضمان المتلفات لا يشترط فيه التكليف, ففي التمهيد على تخريج الفروع على الأصول لعبد الرحيم بن الحسن الأسنوي: لا يشترط التكليف في خطاب الوضع, كجعل الإتلاف موجبًا للضمان ونحو ذلك؛ ولهذا تجب الزكاة في مال الصبي والمجنون, والضمان بفعلهما, وفعل الساهي والبهيمة بالشروط المعروف في بابه. انتهى.

لكن ما دمت لا تعلمين صاحبة الأكواب والسبيل إليها فيمكنك التصدق بقيمة الأكواب عنها, جاء في مطالب أولي النهى للرحيباني ناقلا عن ابن تيمية - رحمه الله - قوله: إذا كان بيد الإنسان غصوب أو عوارٍ أو ودائع أو رهون قد يئس من معرفة أصحابها فالصواب أن يتصدق بها عنهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني