الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجسم الطاهر إذا لاقى جسمًا متنجسًا هل يتنجس

السؤال

مشكلتي أنني أعاني من وسوسة في الطهارة, وأعمل جاهدة على أن أتخلص منها, وقد بقيت لدي مشكلة في بعض الأمور, فعندما أضع ملابسًا بعضها طاهر وبعضها نجس في الغسالة الأتوماتيكية, وهذه الملابس قبل أن أضعها داخل الغسالة تلامس جسم الغسالة من الأمام, وعند إخراجي للملابس من الغسالة بعد غسلها أيضًا تلامس نفس المكان - أي أنها تلامس جسم الغسالة من الأمام - فهل أحكم بنجاسة الملابس المغسولة التي تلامس جسم الغسالة الذي لامسته الملابس قبل غسلها؟ فهذا الأمر أتعبني كثيرًا, وأنا أحيانًا أعيد غسل الغسيل إذا لامس جسم الغسالة الخارجي، فهل مطلوب مني أن أغسل جسم الغسالة بعد كل مرة أضع فيها الغسيل؟
وعندي سؤال آخر, وأريد الإجابة عنه في أسرع وقت, وهو: أنني وضعت في وعاء القمامة أغراضًا نجسة وغير نجسة, وكان عليه بعض نقاط من الماء من الخارج - التي أشك بوصول النجاسة إليها - وحملت الوعاء لإلقاء ما به من قمامة خارج البيت, وعند عودتي للبيت مسحت يدي بملابسي لأنني كنت أريد الاستحمام وتغيير ملابسي, ولكني حملت بلوزة, وكنت قد نسيت أنني مسحت يدي بملابسي, وقد لامست البلوزة ملابسي التي مسحت فيها يدي, وبعدها وضعتها على بنطلون أريد أن أكويه, فتذكرت أنني مسحت يدي بملابسي, فوضعت البلوزة على الغسيل, فهل أحكم بانتقال النجاسة إلى البنطلون الذي قمت بكويه بالمكواة؟ وهل تنجست طاولة المكواة والمكواة؟
في النهاية: هل أحكم بانتقال النجاسة فقط عند رؤيتها أنها انتقلت, أي: عند رؤية نجاسة على الجسم الآخر؟ لأنني أشك دائمًا بانتقال النجاسة.
أريد أن أجن, فلم أعد أحتمل أي أمر, تعبت كثيرًا من الوسوسة, لكنني غير قادرة على التخلص من جميع الوسوسة,
ولدي أسئلة كثيرة لكني أكتفي بهذا, وأرجو أن تجيبونني لكي أرتاح, وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغًا عظيمًا، نسأل الله لك العافية، ولا علاج لك إلا الإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إلى شيء منها حتى يعافيك الله تعالى، فلا تلتفتي إلى شيء من هذه الشكوك مهما كثرت، بل أعرضي عنها ولا تعيريها اهتمامًا، ولا تحكمي بتنجس الجسم الطاهر إذا لاقى جسمًا متنجسًا ولو كان أحدهما رطبًا أو مبتلًا, كما ذهب إلى هذا القول بعض أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 154941, فإن المبتلى بالوسوسة يجوز له أن يترخص فيعمل بأيسر الأقوال كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 181305, ومهما شككت في انتقال النجاسة من جسم لآخر فلا تلتفتي إلى هذا الشك حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه بانتقال النجاسة، وبهذا يتبين لك جواب المسألتين, وأن عليك ألا تبالي بالوسوسة في هاتين الصورتين المسؤول عنهما وفي غيرهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني