الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشخص الدعيُّ لا تنطبق عليه صفات المهدي

السؤال

علمت أنه يوجد شخص بالكويت يدعي المهدية يسمى حسين العنزي ومعه رسالة ودلائل ويوجد من الإخوة من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ بأنه المهدي ويوجد بالسعودية من يصدقه ويتبعه والآن هم في عزلة ومستعد للمناقشة الرجاء الإفادة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تعالى قد أكمل هذا الدين، ولم يعد بحاجة إلى مزيد حتى يكمل بالرؤيا، وهذا لا خلاف فيه بين جميع الأمة، قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) [المائدة:3].
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي".
وبخصوص المهدي، فلا شك أنه وردت أحاديث صحاح بشأنه، وأنه من أشراط الساعة، وأنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وقد بين بعض هذه الأحاديث اسمه ونسبه، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذهب -أو لا تنقضي- الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" أخرجه أحمد.
ويقول صلى الله عليه وسلم في وصفه له: "المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً، يملك سبع سنين" رواه أبو داود والحاكم.
وأخرج ابن ماجه في الفتن عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم".
قال ابن كثير: والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة، إلا أنه قال: والمقصود أنه المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت.
ومن خلال ما قدمنا يتبين للسائل وغيره أن هذا الشخص الذي ورد السؤال عنه لم ينطبق عليه شيء من تلك الصفات التي أسلفنا.. فلا اسمه ولا نسبه ولا مكان ظهوره يتفق في شيء منها.
وعليه، فلم يبق إلا أنه رجل بدع يجب الحذر منه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني