الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رد الدين بزيادة دون اتفاق سابق من حسن الأداء

السؤال

أنا شاب في 25 من العمر، قبل 5 سنوات أخذت مالا يسيرا من أختي من دون أن تعلم، وتذكرت، وندمت على ذلك، وأرجعته لها، ولكن أعطيتها ضعف المال الذي أخذته. هل الزيادة هنا تعتبر من الربا؟ وقصدت بالزيادة الصدقة عليها ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه الزيادة لا تعتبر ربا، بل هي من حسن القضاء؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم: رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى. رواه مالك في الموطأ، عن جابر رضي الله عنه، وبعضه في البخاري.

وقد ذكر العلماء أنه يجمل بالمدين أن يحسن القضاء، ويكون سمحاً فيه مكافأة منه لجميل صنع صاحب الدين، وتعرضاً لرحمة الله تعالى في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم، واقتداء به صلى الله عليه وسلم في فعله. ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم استسْلف من رجل بَكْراً (بعيراً صغير السن) فجاءته إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره، فرجع إليه أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلا جملاً خياراً رباعياً، فقال: أعطه إياه، إن خيار الناس أحسنهم قضاءً. وكون سبب ثبوت الحق اختلاسا، أو سرقة، أوغصبا قد يكون أولى ببذل الإحسان لترضية المظلوم وجبر خاطره.

وبناء عليه، فدفعك لأختك أكثر من حقها الذي أخذته دون علمها لا حرج فيه إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني