الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قيام المرأة بدعوة رجل للإسلام والثناء عليه بصفاته الطيبة

السؤال

أنا فتاة أدرس في الجامعة، وأحد أساتذتي هندي الجنسية، ولا أظنه مسلماً، وقد درسني في ثلاث مواد. والآن هي المرة الأخيرة التي سيدرسني فيها. وبصراحة هو أستاذ فيه من الخلق ما يجب أن يملكه كل إنسان مسلم، لكن ينقصه الإسلام فقط. فقررت أن أدعوه للإسلام. فذهبت إلى المكتبة واشتريت مجموعة كتب صغيرة عن الإسلام، وذهبت اليوم التالي للجامعة ووضعت الكتب داخل ملف، ومعها رسالة كتبتها بنفسي، وأعطيتها له، وذهبت.
الآن خوفي وسؤالي عن الرسالة التي كتبتها، الرسالة بدأتها بشكر الأستاذ على مجهوداته وإخلاصه في العمل، وأنه من أفضل من درسني و و و
ثم بدأت خطوة بخطوة أخبره أن كل ما ينقصه هو الإسلام.
لكن أخشى أن يسيء الظن ويظنني أغازله، أو معجبة به، أو شي كهذا، مع أنني والله لا أقصد سوى أن أدعوه للإسلام. وقبل أن ندعو شخصا للإسلام يجب أن نبدأ بداية جميلة وليس الدعوة مباشرة.
الرسالة لم يكن فيها أي كلام مخل بالأدب، إنما فقط ما ذكرته سلفاً، وعددت له مزاياه وخلقه الحسن؛ ليشعر بسعادة قد تجعله ينظر للإسلام بعين مختلفة.
سؤالي هو: هل كان من المفترض أن أدعوه للإسلام بطريقة مختلفة مع أنني فعلت هذا لأتجنب حديثي معه مباشرة؟
هل يجوز لفتاة أن تدعو رجلا للإسلام؟
انصحوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على الدعوة إلى الخير والترغيب في الإسلام، وهذا من شأن أهل الإيمان، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {التوبة:71}.

ولا حرج شرعا في أن تقوم المرأة بدعوة رجل إلى الإسلام ولو كان أجنبيا عنها، بشرط أن تنضبط في ذلك بالضوابط الشرعية؛ روى النسائي عن أنس رضي الله عنه قال: خطب أبو طلحة أم سليم رضي الله عنهما فقالت: والله ما مثلك يرد، ولكنك كافر وأنا مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذلك مهري، ولا أسألك غيره... الحديث.

وإن أمكن أن تسلطي عليه بعض ذوي العلم والحكمة من الرجال، فذلك أفضل.
وأساليب الدعوة كثيرة، ولا يتعين منها أسلوب واحد. والأسلوب الذي اتبعته في دعوته أسلوب جيد. ولا حرج فيما ذكرت من عبارات الثناء عليه ببعض الصفات الطيبة الموجودة فيه. وإذا فعلت ذلك بغرض تأليف قلبه، فلا داعي لأن تشعري بشيء من الحرج في ذلك، فالعبرة بمقصدك. ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. وإن ظن أنك معجبة به ونحو ذلك، فلا يلحقك إثم. ولكن يجب عليك الحذر من أن يستغل ذلك في محاولة إغوائك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني