الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف المرأة: الجائز منه والممنوع

السؤال

سؤالي: في بعض القصص، أو السير الشريفة عن أهل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام، قد تحتوي على أن إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنها كانت تغار من الأخرى بسبب جمالها، أو بشكل عام ذكر أن فلان له زوجة جميلة. هل هذا جائز؟ ألا يعتبر وصفا للمرأة؟ بكلام آخر: أنا المسلم والحمد لله لا أستفيد عندما أعرف أن فلانا زوجته جميلة فما بالك بالحديث عن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم. أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلعلك تشير إلى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها. والنهي عن وصف المرأة قد فسره أهل العلم بوصفها وصفا دقيقا، كما جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: أي فتصف نعومة بدنها، ولينة جسدها، لزوجها، كأنه ينظر إليها، فيتعلق قلبه بها ويقع بذلك فتنة، والمنهى في الحقيقة هو الوصف المذكور. اهـ.

وأما مجرد القول بأن فلانة جميلة، فالظاهر أنه لا يدخل في هذا النهي، وخاصة إن غلب على الظن انتفاء الفتنة. وعلى هذا يحمل بعض ما ورد في النصوص من وصف صفية -رضي الله عنها- بالجمال كما في قصة غزوة خيبر، وهو ثابت في الصحيحين، وقد كانت صفية من السبي.
وننبه إلى أن الغيرة بين الضرات أمر طبيعي لا تسلم منه امرأة بما في ذلك أمهات المؤمنين، وخاصة إذا كان الزوج هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وراجع الفتوى رقم: 24118.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني