الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يزيد أيام بدل التنقل بحجة إخلاف الشركة الوعد

السؤال

أنا شاب أعمل في شركة اتصالات طبيعة عملي تجعلني أتنقل كثيراً أتقاضى على كل يوم مبلغ 200 درهم كتعويض على التنقل عندما بدأت العمل لاحظت أن الجميع يملؤون بيانات تزيد من حيث عدد الأيام على العدد الحقيقي (مثلاً عوض ملء 5 أيام كأيام تنقل يملؤون 7) المسألة معللة عندي شخصياً بما يلي:ـ عندما بدأت العمل وعدوني بأجر 6500 درهم لكنهم لم يعطوني سوى 4000.ـ يعملون معنا بعض الأجانب ويتقاضون على التنقل 1000 درهم بدلاً من 200 التي نأخذها نحن أهل البلد علماً أنهم يعملون نفس عملنا تماماً.ـ في غالب الأحيان نعمل السبت والأحد التي هي عطلتنا الأسبوعية وحتى بعض الأوقات الليلية.أرجو منكم سيدي أن تبينوا لي هل ما آخذ من نقود حلال في ظل هذه المعطيات؟. وجزاكم الله عن الإسلام كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه لا يجوز لك أن تكتب عدد أيام التنقل سبعة إذا كانت خمسة، لأن في ذلك محظورين:
الأول: أن ذلك من الكذب والغش.
والثاني: أن في ذلك أخذاً للمال بغير حق، وكون بعض الأجانب يتقاضون أجرة أكثر منكم لا يسوغ لكم الكذب، وأخذ المال بغير حق.
أما بالنسبة لوعدهم لك براتب (6500) ثم إخلافهم لذلك، فإن كان المقصود هنا بالوعد هو العقد المتفق عليه بينكم، فإنه لا يجوز لهم إخلافه، ولك أن تطالب بالباقي، فإن أبو، فلك أخذه ولو من غير علمهم.
أما إذا كان المقصود أنهم قالوا لك: إننا سنزيدك في الراتب، ثم لم يوفوا بذلك، فإنه لا يجوز لك أخذ ما زاد على المتفق عليه في العقد.
وأما عملكم في عطلة الأسبوع، فإن كان داخلاً في العقد بنفس الراتب، فإنه لا يجوز لكم أخذ ما زاد عن الراتب المتفق عليه، وإذا لم يكن داخلاً، فمن حقكم أن ترفضوا، فإن أبوا، فلكم أن تطلبوا مقابل ذلك، وراجع الفتوى رقم: 1752.
وننبه هنا إلى أنه من العجيب أن تكون الإجازة الأسبوعية في بلد مسلم هي السبت والأحد، إذ السبت والأحد هما: عيدا اليهود والنصارى، ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه" قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: "فمن" متفق عليه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني