الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تأخير الزواج خوفا من عدم الاستقرار في الوظيفة

السؤال

أنا فتاة عُقِد عليّ منذ عام ونصف تقريبًا, وزوجي حديث التخرج من الجامعة, فهو مهندس ميكانيكي, ولكنه يعمل مهندس جودة وإنتاج, وليس في المصنع الذي يعمل فيه استقرار, ونريد أن نحدد موعد الزفاف بعد ستة أشهر من الآن؛ لعدم وجود مكان شاغر في قاعات الأفراح؛ فيجب الحجز مبكرًا, ولكنه يخشى ألا يكون استقر في عمل في مجاله, ويود تأجيل تحديد الموعد إلى أن يستقر في عمل, ولكني أقول له: إن الفترة الباقية على الزفاف - إن حددنا الآن - فترة كافية جدًّا لأن تجد عملًا, وإن لم تجد عملًا مناسبًا فيمكننا تأخير الزواج والحجز في موعد آخر, وأقول له: إننا لو أقدمنا على هذه الخطوة سيبارك لنا الله, ويغنينا, ويرزقنا, وإننا يمكننا بدأ الحياة خطوة خطوة, مع العلم أنه يحبني كثيرًا, ويفعل ذلك من أجلي فهو يخشى أن أحتاج شيئًا, أو أن لا أجد نفس المستوى المعيشي الذي كنت أعيشه في بيت عائلتي, علمًا أنه عندما أخبرني أول مرة رغبته في موعد الزواج قلت له: ما يقوله لي الآن؛ لأني كنت خائفة من هذه الخطوة, لكني عندما راجعت الحكم الشرعي, وفضل الزواج, غيرت رأيي, ولكنه لم ينسَ ما قلته, فهل أنا لست متعقلة وهو يأخذ بالأسباب؟ أم أنني على صواب؟ وما هو الأفضل فعله الآن؟ أعتذر للإطالة - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان هذا حال هذا الشاب فأنت مصيبة في نصحك إياه بالإقدام على إتمام الزواج، فالظاهر أنه قادر على مؤنة الزواج, وإنما يخاف عدم الاستقرار في العمل، ولا ينبغي تأخير الزواج لمثل هذا الهاجس، فالأرزاق بيد الله تعالى، والزواج من أسباب الرزق, كما ثبت في نصوص القرآن والسنة، وقد بينا ذلك بالفتوى رقم: 7863 .

ثم إن الأعمار محدودة، والمسلم لا يدري ما قد يعرض له من العوارض, قال ابن قدامة في المغني: وظاهر كلام أحمد أنه لا فرق بين القادر على الإنفاق والعاجز عنه، وقال: ينبغي للرجل أن يتزوج, فإن كان عنده ما ينفق أنفق, وإن لم يكن عنده صبر، ولو تزوج بشر - يعني بشر الحافي - كان قد تم أمره، واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح وما عنده شيء, ويمسي وما عنده شيء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم زوج رجلًا لم يقدر إلا على خاتم حديد, ولا وجد إلا إزاره, ولم يكن له رداء, قال أحمد في رجل قليل الكسب يضعف قلبه عن العيال: الله يرزقهم, التزويج أحصن له, ربما أتى عليه وقت لا يملك قلبه فيه. اهـ.

وننصح باجتناب ما يحدث كثيرًا في الأعراس من التباهي والتفاخر والتبذير والإسراف؛ حتى أن أحدهم يتكلف ما لا يطيق من أجل مجاراة الناس, كما نحذر من منكرات الأعراس التي تشتمل عليها أكثر صالات الأفراح من الاختلاط الماجن والموسيقى ونحوها, وللفائدة تنظر الفتوى رقم 51127, والفتوى رقم: 22389، والفتوى رقم: 111143.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني