الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في شركة نشاطها الإقراض الربوي

السؤال

أنا فتاة تخرجت من الجامعة حديثًا, وقد عرض عليّ عمل في شركة تمنح قروضًا للطلاب, والشركات, وغيرها, وتأخذ فائدة على هذه القروض, فهل الموافقة على هذا العمل وأخذ راتبه حرام؟ وهل أكون مشاركة بنوع من الربا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان مجال عمل الشركة محصورًا في الإقراض الربوي: فلا يجوز لك العمل فيها مطلقًا؛ لما في ذلك من إعانة هذه المؤسسات الربوية على الربا، وإقرارها عليه, قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله الربا: آكله, وموكله, وكاتبه, وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم، أي: سواء في الإثم.
وأما لو كانت القروض جزءًا من أعمالها, وليس هو الغالب, ولها أعمال وأنشطة مشروعة غير ذلك, وكان عملك فيها فيما لا صلة له بالقروض الربوية, أو الإعانة عليها: فلا حرج عليك مع مراعاة الضوابط الشرعية لعمل المرأة وفق ما بيناه في الفتوى رقم: 191861.

والأولى اجتناب العمل في المؤسسات التي تمارس ضمن عملها أعمالًا غير مشروعة - ولو كانت لها أنشطة أخرى مباحة - احتياطًا للدين, وتركًا للشبهات, لا سيما أن الغالب على مثل بيئات تلك المؤسسات وجود الاختلاط المحرم, وعسر التزام الضوابط الشرعية فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني