الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المتاجرة في عسل النحل المغذى بالمحاليل السكرية

السؤال

هل تجوز المتاجرة في عسل النحل المغذى بالمحاليل السكرية فقط؟ وأيضا فنحن نشتري عسلا طبيعيا من تجار على أنه أصلي ثم نبيعه للزبائن على أنه عسل أصلي، لكن لا يتسنى لنا التأكد من أنه أصلي، ونبيعه للزبائن على أنه عسل طبيعي، ولأنه يصعب تتبع كل مراحل إنتاج العسل، فهل يجوز هذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تضمن سؤالك أمرين:

أولهما: حول حكم المتاجرة في عسل النحل المغذى بالمحاليل السكرية فقط ـ والجواب أنه لا حرج فيه شريطة بيان حقيقته للمشتري، لأن كتمان ذلك يعتبر غشا، والله عز وجل حرم الخديعة والغش، وأوجب النصيحة في الدين عامة وفي المعاملات خاصة، روى مسلم في صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء ـ المطر ـ يا رسول الله، قال: ألا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟! من غش فليس مني.

فدل الحديث على تحريم الغش وكتمان العيوب في البيوع.

وإذا بين البائع العيب الذي في سلعته فلا حرج عليه في بيعها، لكن بشرط أن لا يغلب على ظنه أن المشتري يشتريها ليغش بها، قال الشيخ العدوي معلقاً على كلام الخرشي: وأما لو أراد أن يبيعه ويبين غشه لمن لا يغش به فلا بأس. انتهى.

والأمر الثاني: حول بيع العسل الذي تشترونه من أصحابه على أنه عسل طبيعي وتبيعونه كذلك؟ والجواب أن ذلك لا حرج فيه ما لم يتبين لكم خلاف الصفة التي اشتريتموه عليها، فإن تبين لكم كونه عسلا غير طبيعي فلا يجوز لكم كتمان ذلك وبيعه على أنه طبيعي، بل لا بد من بيان حقيقته، كما بينا سابقا، وللفائدة انظر الفتويين رقم: 29493، ورقم: 133661.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني