الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن تعلق قلبه بامرأة ولا يقدر على أعباء الزواج

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمفضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .أنا شاب في المرحلة الجامعية ولدي زميلة في الجامعة أنا معجب بها لأنها متدينة وعلى خلق المشكلة تكمن في أنني احتاج لحوالي عشرة أعوام حتى أتمكن من الزواج مع العلم أن علاقتي بها حتى الآن في حدود فهل تنصحني أن أتحدث معها في أمر الزواج في الوقت الراهن؟ وعلى كل حال فما هي الطريقة الأمثل للتعامل في هذه الحالة.وجزاك الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإننا ندعو الله عز وجل أن ييسر لأخينا السائل أموره، ويعينه على الزواج، ويكفيه بالحلال عن الحرام.
وهنا مسائل لابد من التنبيه عليها:
الأولى: وجوب حفظ النظر عما حرم الله عز وجل، فإن الله سبحانه أمر المؤمنين، فقال: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30].
ويجب على المؤمن التسليم لحكم الله عز وجل، فقد قال سبحانه: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:36].
وفي إطلاق البصر مفاسد وآلام لا يخبرك بها إلا من جرب هذا الطريق، ومن أعظم ذلك ألم القلب بتعلقه فيما يرى ثم لا يقدر عليه، وصدق الشاعر حين قال:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا ==== لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه === ولا عن بعضه أنت صابر
الثانية: لا يجوز للرجل ربط علاقة مع امرأة، وإن كان ينوي الزواج بها، فإن هذا باب يفتحه الشيطان ليجر المسلم إلى ما لا تحمد عقباه، ومن أراد خطبة المرأة فليتوجه إلى أوليائها ليخطبها منهم.
الثالثة: نصيحة نوجهها للأخ السائل، وهي أن لا يشغل قلبه بالنساء والزواج، طالما أنه لا يقدر على الزواج الآن، فإن هذا من شأنه أن يجر له أنواعاً من المتاعب والآلام، والأولى له إن كان يريد الراحة من العناء والتعب أن يتمثل قول الله عز وجل: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور:33].
ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لشباب الأمة الإسلامية بقوله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" رواه البخاري ومسلم.
فعلى الأخ أن يشغل نفسه بالدراسة، وفيما يتيسر له من الأعمال، والجد والاجتهاد فيما يحتاجه لزواجه، مع الاشتغال بذكر الله عز وجل، والإكثار من الطاعات، وخاصة الصيام، فإن هذا عون له على تحقيق مقاصده -إن شاء الله-.
ولا ينبغي له أن يتعلق الآن بامرأة معينة، فربما وصل حبها على قلبه، ولم يستطع زواجها الآن، وربما تزوجت غيره، فيحصل له من الآلام ما يندم معه حينئذٍ، ولكن لا ينفع الندم.
وقد سبق أن بينا علاج العشق في فتوى سابقة برقم: 9360 فليرجع الأخ السائل إليها، ففيها فوائد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني