الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعليم الكافر القرآن...رؤية شرعية

السؤال

هل يمكن لغير المسلم سماع وترديد القرآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيجوز للكافر سماع القرآن وتعلمه وترديده للاهتداء به والاتعاظ ونحو ذلك، ولا يجوز منعه من ذلك، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع المشركين القرآن، وهم لا يرغبون في ذلك، حتى أوصى بعضهم بعضاً بأن يفروا عن سماعه، ويرفعوا أصواتهم عند تلاوته، كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) [فصلت:26]. وقال تعالى: (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) [المدثر:49-50].
وأحياناً كانوا يسمعون، كما في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (والنجم) فسجد فيها، وسجد من كان معه؛ غير أن شيخاً أخذ كفاً من حصى أو تراب، فرفعه إلى جبهته وقال: يكفيني هذا. قال عبد الله بن مسعود: لقد رأيته بعد قتل كافراً. والشيخ هو أمية بن خلف.
وأما إذا كان يسمعه ويردده للاستهزاء به والسخرية فهو محرم في حقه، وفي هذه الحالة لا يجوز تعليمه إياه، كما نص على ذلك أهل العلم.
قال الإمام النووي -يرحمه الله- في المجموع -وهو في صدد عد بعض المسائل- الثانية عشرة: قال أصحابنا: لا يمنع الكافر سماع القرآن، ويمنع مس المصحف، وهل يجوز تعليمه القرآن؟ ينظر: إن لم يرج إسلامه لم يجز، وإن رجي جاز في أصح الوجهين، وبه قطع القاضي حسين، ورجحه البغوي وغيره، والثاني: لا يجوز، كما لا يجوز بيعه المصحف، وإن رجي إسلامه.
قال البغوي: وحيث رآه معانداً لا يجوز تعليمه بحال، وهل يمنع التعليم. فيها وجهان -حكاهما المتولي والروياني وغيرهما- أصحهما يمنع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني