الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إعادة الصلاة لأجل لحن الإمام في القراءة

السؤال

أنا طالب عربي أدرس في تركيا، وهم أعاجم ولا ينطقون العربية في القرآن جيدا ويوجد منهم بعض أئمة المساجد، فماذا أفعل إذا حان موعد الصلاة وأنا بجانب مسجد؟ وهل يجوز أن أصلي معهم، مع العلم أنه قد تكون الصلاة سرية وقد يلحن الإمام في القرآن، وخاصة يوم الجمعة حدث معي أن الإمام لحن في القرآن في الخطبة ولم أستطع أن أغير المسجد لضيق الوقت، وبقية المساجد قد تكون كذلك وصليت وأنا أدعو الله أن يتقبل مني؟ وعندما أكون مع أتراك غالبا يجعلونني إماما وقد يتقدم أحدهم وأخجل أن أرجعه وأتقدم، فهل علي أن أعيد كل صلاة لحنوا فيها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فأما الوساوس فنوصيك بأن لا تفتح بابها على نفسك، وانظر الفتوى رقم: 51601.

ثم إنه لا ينبغي لك ترك الصلاة في المسجد بحجة أن الصلاة سرية وأن الإمام ربما يلحن في القراءة، فالأصل فيمن نُصِب للإمامة أنه لا يلحن، بل الأصل في المسلم أنه يحسن صلاته ولا يلحن في قراءته، فكيف بمن نصب إماما يصلي بالمسلمين؟! ولحن الخطيب في خطبة الجمعة ليس عذرا في التخلف عنها، جاء في فتاوى عليش المالكي رحمه الله تعالى: اللَّحْنُ فِي الْخُطْبَةِ لَيْسَ مِنْ مُبْطِلَاتِ الصَّلَاةِ, وَلَا مُوجِبًا لِعَزْلِ الْخَطِيبِ... اهــ.

ولا يلزمك إعادة كل صلاة يلحن فيها الإمام، لأن اللحن في القراءة منه ما يبطلها ومنه ما لا يبطلها, وقد فصلنا ذلك كله في الفتوى رقم: 200755، عن شاب عربي مثلك يعيش مع مسلمين أعاجم ويتحرج من الصلاة خلفهم لكونهم يلحنون في الصلاة والخطبة، وهذه الفتوى تصدق على حالك وفيها ما يغني عن إعادة الكلام هنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني