الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محادثة المرأة الرجال عبر النت سبيل إلى الفتنة

السؤال

أريد المساعدة والتوجيه الذي يرضي الله ثم يرضيني، لأنني لست راضية عن نفسي حالياً: أحببت أن أطور من مستوى لغتي الانجليزية فاقترحت على نفسي أن أشترك في الموقع الاجتماعي ـ فيس بوك ـ بحساب لا أتكلم فيه إلا باللغة الانجليزية ليتطور مستواي في هذه اللغة المطلوبة حالياً في الحياة، كنت أطلب طلبات إضافة من فتيات ـ أي من نفس جنسي ـ لكي لا أكسب إثما على أفعالي وأقوالي، لكن لم يكن هناك رد منهن فطلبت إضافات من شباب وأولهم كان من أصل كرواتي لا يعرف العربية بتاتاً، ولكنه رجل وأنا فتاة لا يجوز لي التحدث معه إلا أنني تحدثت معه وإلى الآن في أمور بسيطة، أمور سطحية عادية طبيعية والحمد لله، وبعد ذلك المزيد والمزيد من الشباب قمت بالتكلم معهم أكثر ومنهم من لا أعرف عنهم ولا يعرفون عني شيئاً يشاركون في الموقع ولا نتحدث أبداً وأحترمهم كثيراً ويحترمونني أيضاً، لست راضية عن الحالة التي أنا فيها حالياً أريد أن أكون كالسابق لا أحادث الرجال، وما يربكني هو الكرواتي، لأنه شخص خيالي بالرغم من أنه للأسف ليس بمسلم ـ مسيحي كاثوليكي ـ ولا أريد أن يظل على هذا الضلال، ولا أريده أن يكون من أصحاب النار ـ والعياذ بالله ـ لأنه شخص رائع وطيب القلب وحنون ويحترم الديانات كثيراً ويعرف بعض الأشياء عن الدين الإسلامي ـ كالزكاة ـ راضٍ عن ديانته إلا أنه ليس براضٍ عن الكنيسة لأنهم كما تعلم إذا أرادوا الاعتراف بخطيئة فعلوها يجب عليهم أن يعترفوا بها أمام البابا، وهو يعتقد أن أمور التوبة والغفران يجب أن تكون بين الإنسان التائب وربه، ويجب عليهم أن يدفعوا مقابل الحصول على الغفران، فكيف لفقيرٍ ضعيف الحال أن يدفع ليحصل على المغفرة إن أراد التوبة، والبابا يرتدي أجمل الحلل وأحدث السيارات والفقير يعاني في حياته، هذا كلامه وعندما تكلمت معه عن الزكاة التي هي حق للفقراء من الأغنياء، قال: أعلم أنها حق وشيء جميل لو طُبقت في بلادي، فماذا أفعل في موضوع هذا الكرواتي؟ وهل أدعوه إلى الإسلام؟ وبماذا تنصحني أن أقول له أثناء قيامي بدعوته للدين الإسلامي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكر لك اهتمامك بأمر الدعوة وهداية الخلق إلى الحق، فنسأل الله أن يجزيك خيرا على هذه النية الطيبة وأن ييسر لهذا الرجل الدخول في الإسلام، ولا حرج شرعا في أن تقوم المرأة بدعوة الرجل إلى الإسلام إن لم تخالف في ذلك حدود الشرع وانضبطت بضوابطه وآدابه، وسبق أن بينا ذلك بالفتوى رقم: 30911.

وقد نبهنا فيها على أن هذا لا يخلو من أن يكون بابا إلى الفتنة والفساد، وأن الأولى أن يتولى الرجال دعوة الرجال، وتتولى المرأة دعوة النساء، ومما يمكننا أن نرشدك إليه هنا توجيه هذا الرجل إلى موقعنا باللغة الإنجليزية ورابطه:

http://www.islamweb.net/en/

وكذلك موقع الشيخ أحمد ديدات، ففيه كثير من الحجج على النصارى وبيان أباطيل النصرانية.

فإن كان صادقا في طلب الهداية صدقه الله ووفقه إلى سلوك سبيل الحق، وأما أنت: فاقطعي كل علاقتك لك به وبكل أجنبي غيره إن أردت السلامة لدينك وعرضك، ونحسب أنك تبتغين ذلك، فالمحادثة بين الأجنبيين عبر الأنترنت أو غيره قد تكون سبيلا للفتنة، بحيث يقتنص الشيطان الفرصة فيوقع بهما، والله تعالى يقول: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ {الأعراف:27}.

ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 28328.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني