الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم من أخر الخروج من منى لما بعد الغروب

السؤال

قمت بأداء فريضة الحج والحمد لله برفقة أخي مع إحدى الحملات من دولة الكويت، وقد تعجلت الحملة ولم تبت في منى إلا ليلتين فقط دون عذر مع العلم بأن المسئولين عن الحملة أخروا رمي الجمار في ثاني أيام التشريق لما بعد صلاة المغرب، فهل كان يجب علينا المبيت في منى لتلك الليلة، وهل تجب علينا الفدية؟ وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيقول الله تبارك وتعالى:فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى [البقرة:203].
وقد نص الفقهاء على أن من تعجل في يومين من أيام الرمي الثلاثة لزمه الخروج من منى قبل غروب شمس اليوم الثاني، ليصدق عليه أنه خرج في يومين، إذ لو أخر الخروج إلى ما بعد الغروب لم يكن متعجلاً في يومين، لأن اليومين قد فاتا بغروب الشمس في اليوم الثاني منهما.
وقد جاء هذا عن عدد من الصحابة منهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وابنه عبد الله ، وهو الذي ذهب إليه جمهور أهل العلم.
فإن رمى بعد الغروب أو رمى قبله لكنه لم يخرج من منى إلا بعد الغروب لزمه المبيت بمنى ليلة الثالث عشر من ذي الحجة، والرمي بعد الزوال كاليومين قبله.
وبناء على ما تقدم.. فإن على السائل الكريم دماً وهو شاة يذبحها في مكة لفقراء الحرم خاصة، وذلك عن ترك رمي الجمار في اليوم الثالث بعد ما وجب عليه بغروب شمس اليوم الثاني وهو بمنى على مذهب الجمهور من أهل العلم الذين لا يشترطون لوجوب الرمي في اليوم الثالث طلوع الفجر عليه وهو بمنى.
ويمكنك أن توكل من يذبح عنك بمكة، ويلزمك أيضاً إطعام مسكين مداً من طعام عن ترك المبيت بمنى ليلة الثالث عشر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني