الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنفع رقية الراهب والقسيس

السؤال

أريد أن أعرف عن القسيسين والرهبان عند استخدامهم للرقية للمريض, مثلا للممسوس و للمسحور وغيره. هل الشفاء يحدث بسبب كتابهم أم أنهم يستخدمون الطقوس والطلاسم الشيطانية أعني أنهم يستخدمون الشياطين والشعوذة ويحدث الشفاء بسبب التعامل مع الشيطان. أريد أن أعرف إذا القساوسة والرهبان كلهم يستخدمون الشياطين في أي حال من عبادتهم أو حياتهم. أم أن رقيتهم من كتابهم لا تنفع لأنه من كلام البشر وإنما يستخدمون شيئا آخر. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس عندنا ما يجزم في هذا الأمر لعدم اطلاعنا على حال هؤلاء, ولكن قد ذكر أهل العلم أن الكفار والمشعوذين والدجالين قد تخدمهم الشياطين فيتركون المصاب بسبب علاج هذا المشعوذ له, وقد يدلونه على مكان السحر إلى غير ذلك, ومن هذا أن ابن مسعود حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الرقى والتمائم والتولة شرك, فقالت له امرأته زينب: لم تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف, وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت!! فقال عبد الله: إنما ذاك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقاها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أذهب البأس رب الناس, اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا. رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.

وقال الدكتور موسى بن محمد الزهراني في بحثه أولياء الصوفية عند ابن تيمية في الفرقان: أهل الشرك والبدع تحصل لهم أمور خوارق، وهذه من جهة إعانة الشياطين لهم بأمور كثيرة من تكليمهم الموتى، ومن حصول أنواع المعلومات والمعارف، وأحيانًا يكون شفاء مرضى، وأحيانًا يشفى بقراءته، وأحيانًا يشفى بلمسه أو بكتابته أو ما أشبه ذلك، كل هذا يكون من الشيطان، الشيطان الذي يَنْخَسُ المرء ويُوجع، ثم إذا أتى هذا المشرك والمبتدع فحصل منه بعض الأشياء رفع يده. اهـ.

وراجع للمزيد الفتوى رقم: 134259.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني