الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أخذ بأسباب السلامة فسلم فهو مقدر، والعكس مثله

السؤال

تقول الإحصائيات إن أعمار البشر في الدول المتقدمة أطول من أعمار البشر في الدول النامية كيف يكون ذلك والأعمار بيد الله سبحانه وتعالى وهل الاهتمام بصحة الإنسان يزيد من عمره والفقر والعوز وتدني البيئة الحياتية في الدول النامية تقصر من عمر إنسانها؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن مما يجب اعتقاده وجزم القلب به أن الله عز وجل قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض، كما صحت بذلك النصوص.
ومن جملة ما كتبه الله عز وجل أعمار بني آدم.. فقد علم الله عز وجل ما سيكون قبل أن يكون وكتبه فلا يتغير ولا يتبدل؛ بل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه أحمد والترمذي من حديث ابن عباس.
ولكن مما ينبغي التنبه له أن الله عز وجل قدر المقادير بأسبابها فعلم أن فلاناً سيأخذ بالسبب المعين فيأتيه المسبب فكتب ذلك كله.
وعلى هذا، فمن أخذ بأسباب السلامة فسلم فإن ذلك مكتوب، ومن ترك أسباب السلامة، أو أخذ بأسباب الهلاك فهلك فإن ذلك مكتوب أيضاً.
فلا يخرج ما يقع عما كتبه الله وقدره.
وبعد هذا نقول للأخ السائل: إن الأخذ بأسباب السلامة قد يكون سبباً لطول العمر إذا كان الله عز وجل قد قدر ذلك: كما أن هناك أسباباً أخرى مثل: صلة الرحم وتقوى الله عز وجل، كما ورد بذلك الحديث وسبقت لنا أجوبة مفصلة في هذا فليراجع الفتوى رقم:
16122 والفتوى رقم: 8120.
فإن صدقت هذه الإحصائيات التي أشار إليها الأخ السائل كانت من هذا الباب، وكان ذلك بقدر الله السابق.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني