الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يلحق كثير المذي بحكم المبتلى بالسلس

السؤال

أولًا: أنا أعاني من الوسواس - والحمد لله - ومشكلتي هي أني كثير المذي, وتأتيني الشهوة من أقل شيء, وعلى أشياء غريبة, وعندما أستنجي أحس بدخول الماء داخل الذكر, وبعد ذلك بوقت قصير أحس بخروج الماء - ليس الماء صافيًا, بل كأنه ماء الاستنجاء - فما حكم ذلك؟ وهل كثرة المذي مرض؟ وهل الشهوة التي تأتيني من أقل شيء وعلى أشياء غريبة مرض؟ وهل يوجد دواء لتقليل حدوث المذي؟ أسأل الله الشفاء لي ولكل من يعانون من هذه المشكلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فما تشعر به من دخول الماء إلى مجرى الذكر ومن ثم خروجه لا عبرة به؛ ما لم يصل إلى درجة اليقين, وما دمت تعاني من الوسوسة فينبغي لك أن تعرض عنها, ولا تلتفت إليها, والأصل في الماء أنه لا يدخل, ويستحب لك أن ترش شيئًا من الماء على ملابسك الداخلية بعد الاستنجاء, فإن هذا مما يُعينك على دفع الوسوسة, قال ابن قدامة في المغني: وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَنْضَحَ عَلَى فَرْجِهِ وَسَرَاوِيلِهِ؛ لِيُزِيلَ الْوَسْوَاسَ عَنْهُ, قَالَ حَنْبَلُ: سَأَلْت أَحْمَدَ قُلْت: أَتَوَضَّأُ وَأَسْتَبْرِئُ، وَأَجِدُ فِي نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَحْدَثْت بَعْدُ، قَالَ: إذَا تَوَضَّأْت فَاسْتَبْرِئْ، وَخُذْ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَرُشَّهُ عَلَى فَرْجِك، وَلَا تَلْتَفِت إلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ إنْ شَاءَ اللَّهُ ... اهـــ
ومتى توضأت ثم شككت في انتقاض الوضوء: فإن الأصل بقاؤه فلا تلتفت لذلك الشك.

وأما كثرة المذي: فإنها قد تكون لقوة الشهوة, وقد تكون بسبب علة, وسواء كان لهذا أو ذاك: فإن المذي نجس, وخروجه موجب للاستنجاء وناقض للوضوء, فإذا كان المذي يخرج منك بصفة مستمرة بحيث لا تجد وقتًا تصلي فيه بطهارة صحيحة: فإنك تأخذ حكم صاحب سلس المذي, وقد بينا الأحكام المتعلقة به في الفتوى رقم: 144911 فلا حاجة للإعادة هنا.

وبالنسبة لعلاج حالتك: فيمكنك مراسلة قسم الاستشارات بموقعنا فلعلك تجد عندهم نفعًا.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني