الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الاستمناء على الصلاة والصيام

السؤال

أذكر أني في إحدى شهور رمضان ‏كنت قد مارست العادة السرية دون ‏استخدام اليد، وكنت وقتها مراهقة، ‏ولم أكن أعرف ماذا يعني الجماع و‏نحو ذلك.‏
فقط كنت أعتمد على الخيال ( من ‏قبلات، وعناق ..الخ ولا أذكر خروج ‏أي إفرازات مني .!!‏
كان هذا قبل سنوات عديدة، لا أذكر ‏كم مرة فعلت ذلك، لكن لم أكن أستمر ‏لفترة طويلة، كما أن هذه الممارسة لم ‏تكن عن تعمد وسابق نية، كانت بالنسبة ‏لي مداعبة لتمضية وقت الفراغ، ولم ‏أكن أصل فيها إلى درجة الشهوة ‏المبالغة، والشعور المفرط باللذة الخ. ‏
كنت أستمر في الصوم، والصلاة في ‏تلك الأيام دون اغتسال، لكن أحيانا ‏كنت أغتسل من تلك الممارسة قبل ‏الصلاة كي أصلي على طهارة ؟! ‏
سؤالي: هل علي قضاء تلك الأيام ( ‏أنا لا أعرف كم عددها لكن أقدرها ‏بأقل من عشرة أيام تقريبا ..)؟!!‏
وهل الصيام في تلك الأيام باطل أم ‏لا؟ وصلاتي أيضا هل هي باطلة ؟؟!‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت لا تتيقنين أنه خرج منك المني الموجب للغسل، فصيامك صحيح، وكذا صلاتك. فإن الاستمناء لا يفسد الصوم، ولا يوجب الغسل إلا إذا ترتب عليه إنزال المني، وما لم يحصل اليقين بذلك، فالأصل براءة الذمة؛ وانظري الفتوى رقم: 113355.

وعلى تقدير أنه خرج منك المني، فإن كنت جاهلة بكون هذا مفطرا، فإن صومك لا يفسد بذلك على الراجح؛ وانظري الفتوى رقم: 79032.

وعلى كل، فلا يلزمك قضاء شيء من تلك الأيام، وكذا لا يلزمك قضاء شيء من الصلوات.

وأما اغتسالك عند عدم خروج المني، فإنه يجزئك إذا كنت قد غسلت أعضاء الوضوء مرتبة، ونويت بذلك رفع الحدث، أو استباحة الصلاة، وأما إن كنت قد أخللت بالترتيب، فإن طهارتك هذه تصح عند بعض أهل العلم؛ وانظري لبيان مذاهب العلماء في هذه المسألة الفتوى رقم: 44116.

وحيث وقع فعلك موافقا لقول بعض العلماء، فنرجو ألا حرج عليك في الأخذ بهذا القول وإن كان مرجوحا عندنا، فإن الأخذ بالقول المرجوح بعد وقوع الفعل وصعوبة التدارك، مما سوغه كثير من العلماء؛ وانظري الفتوى رقم: 125010.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني