الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من ارتكب اللواط في نهار رمضان ولا يدري هل كان بالغا أم لا

السؤال

فعلت اللواط قبل 7 سنوات وأنا في سن 14, وكنت صائما, ولا أعرف وقتها هل كنت بالغاً أولا, ولكنني متأكد من أنه لم يخرج من ذكري مني، وقد تبت إلى الله بعدها بفترة توبة صادقة, وكنت جاهلاً لكفارتها عندما تبت إلى الله, ولم أعرفها إلا بعد التوبة بوقت طويل، فهل علي إثم أو كفارة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالبلوغ يحصل بالإنزال أو إنبات الشعر الخشن حول القبل، أو بلوغ السن، وهي خمسة عشر عاما هلالية، وانظر الفتوى رقم: 26889.

فإن كنت قد فعلت ما فعلت قبل البلوغ، فإن القلم مرفوع عنك، ولا يلزمك قضاء ولا كفارة، لأن الصوم لم يكن لازما لك، وكذا إن كنت تشك في حصول البلوغ، لأن الأصل عدمه، وانظر الفتوى رقم: 190289.

وأما إن تيقنت أنك ارتكبت هذه الفاحشة الموبقة بعد البلوغ - وكان ذلك في نهار رمضان - فقد ارتكبت إثما عظيما وجرما جسيما، وما دمت قد تبت إلى الله تعالى منه فنسأل الله أن يقبل توبتك، فالتوبة تجب ما قبلها، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

ولكن يجب عليك أن تقضي هذا اليوم، وأن تكفر عن فعلتك تلك بما يكفر به المجامع في نهار رمضان وهو عتق رقبة فإن عجزت عنها فصيام شهرين متتابعين، فإن عجزت عن ذلك فإطعام ستين مسكينا، وانظر الفتوى رقم: 16359.

وجهلك بوجوب الكفارة لا يعفيك من التبعة، فإن الجهل الذي يعذر به هو جهل التحريم لا جهل العاقبة، ولا يتصور أنك كنت جاهلا تحريم هذا الفعل الشنيع، وانظر الفتوى رقم: 138631.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني