الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم وجود البنوك الإسلامية في الدول الكافرة لايبيح التعامل بالربا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اولا اشكركم على هذه الصفحه الممتازه واود ان استشيركم بموضوع تجارة المسلم بدوله اغلب تعاملاتها حرام ان كان ذلك في البنوك او في المتاجر او في الحياه العامه السؤال هنا كيف يمكن للمسلم الذي يريد ان ينفذ الشريعه في دوله كافره كل تعاملاتها ربويه ان يكون تاجرا وان يتعامل مع هذه البنوك الربويه.
مثال على هذه التجاره لكي يستطيع الشخص في هذه الدوله ان يكون تاجرا فعليه التعامل مع البنك اولا وهذا مما يتطلب منه ان يكون له رصيد بنكي كتوفيرات ورصيد جاري وبطاقة فيزا فهذا شرط من جميع التجار ان اردنا عقد اتفاقات تجاريه مع المتاجر لاخذ بضاعه وبيعها ان لم تتوفر النقود النقديه
ولكي يستطيع التاجر بيع هذه البضاعه فعليه بيعها بالتقسيط الممل ان كان ذلك بواسطة بطاقة الفيزا او بواسطة الشيكات المؤجله لمدة سنه او اقل مما يوقعنا بدفع الفوائد في هذه البنوك الربويه مع العلم انه لا يوجد بنوك اسلاميه في دولة اسرائيل
ارجو الاجابه على هذا السؤال بصراحه تامه من جميع نواحيه والرد علىهذا ان كان يمكنني من هذه التجاره او عدم هذه التجاره فان كان الجواب بمنع هذه التجاره فماذا يمكنني ان افعل عدا ان اكون عالة المجتمع والدوله بذهابي الى مكتب البطاله واخذ راتب شهري بدون تعب وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ونشكرك شكراً جزيلاً ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى. واعلم أن المسلم يجب عليه أن يكون أحرص على سلامة دينه وتحسين وضعه في الآخرة منه على تحسين وضعه المادي في الدنيا كما يجب عليه أن يؤثر رضا ربه على كل ما سواه. وإذا اقتنع المرء بهذه الحقيقة وطبقها عملياً فلا شك أنه سيقتنع بمزاولة عمل بسيط أو تجارة بسيطة لا تلزمه مزاولتهما ارتكاب مثل هذه المحرمات التي أشرت إليها والتي لا يسلم فيها المرء من الوقوع في الربا ولا يخفى عليك أن الله قد أعلن الحرب على المرابي ولا طاقة لأحد بحرب الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ...) [البقرة:278-279] فعلى المسلم أن يعي هذه الحقيقة ويطبقها عمليا في حياته ويتقي الله تعالى وسيجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب كما قال تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً ) [الطلاق: 32 كما أن على المرء أن يعلم أن الربا لا يجوز منه إلا ما يجوز من الميتة فلا يجوز إلا في حالة الضرورة القصوى التي يخاف معها المرء أن يموت جوعاً. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني