الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريك الإصبع في التشهد سنة فلا يُعاد التشهد أو جزء منه لنسيانه

السؤال

سماحة الشيخ حفظك الله.
في بعض الأحيان عندما أقرأ التشهد في الصلاة، يفوتني أن أحرك أصبعي في أحد المواضع، ثم أتذكر ذلك وأنا ما زلت في تشهدي، وأعود إلى ذلك الموضع الذي لم أحرك أصبعي فيه، وأقرأ وأحركه، وأحيانًا قد يميل أصبعي عن اتجاه القبلة، وعندما أنتبه إلى ذلك مثلًا قبل السلام أعيده إلى وضعه الصحيح، ثم أسلم. فهل علي شيء؟
جزاك الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فما تفعلينه أيتها الأخت السائلة هو استمرار لمسلسل الوسوسة والشك الذي تعانين منه، والذي تصب فيه أغلب أسئلتك وتحوم حوله.

وتحريك الأصبع في التشهد سنة مستحبة على قول كثير من الفقهاء، وليس واجبا ليلزم إعادة التشهد أو جزء منه بسبب عدم تحريكه, بل ذهب بعض أهل العلم إلى عدم تحريكه، وأنها يُشار بها من غير تحريك؛ لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ إِذَا دَعَا وَلَا يُحَرِّكُهَا. رواه أبو داوود والنسائي.

وقالوا إن التحريك الوارد في حديث وائل بن حجر تفرد به أحد الرواة فهي زيادة شاذة, وليس هذا مقام ذكر الأقوال في هذه المسألة، ولكن هذه إشارة إلى أن التحريك لا يجب، بل لا يشرع عند بعض العلماء، فلا يعاد التشهد من أجله .
وصلاتك السابقة التي كررت فيها التشهد أو جزء منه، صحيحة ولا تبطل.

قال النووي- رحمه الله تعالى- في المجموع: وَكَذَا لَوْ كَرَّرَ التَّشَهُّدَ الْآخِرَ، وَالصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْدًا، لَا تَبْطُلُ. اهــ.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني