الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريم إسماع المرأة لصوت الزينة الظاهرة والخفية

السؤال

هل لبس المرأة عدة أساور تصطك معا محدثة صوتا يدخل في قوله تعالى: وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ {النور:31}؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأساور وغيرها من الحلي مثل الخلاخل لا يجوز الضرب بها أو تحريكها ليُعلَم ذلك من المرأة، وهي داخلة في النهي الوارد في الآية، قال ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ـ وكذلك إذا كان شيء من زينتها مستورًا، فتحركت بحركة لتظهر ما هو خفي، دخل في هذا النهي.

وقال القرطبي: وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ـ الآية، أي لا تضرب المرأة برجلها إذا مشت لتُسْمِع صوت خَلْخَالها، فإسماع صوت الزينة كإبداء الزينة وأشدّ، والغرض التستر.. ومن فعل ذلك منهنّ فَرَحاً بحليهنّ فهو مكروه، ومن فعل ذلك منهنّ تبرُّجاً وتعرُّضاً للرجال فهو حرام مذموم، وكذلك من ضرب بنعله من الرجال، إن فعل ذلك تعجُّباً حَرُم، فإن العُجْب كبيرة، وإن فعل ذلك تَبَرُّجاً لم يجز.
وجاء في التحرير والتنوير لابن عاشور عند تفسير هذه الآية: وهذا يقتضي النهي عن كل ما من شأنه أن يُذَكِّرَ الرجل بلهو النساء ويثير منه إليهن من كل ما يُرى أو يسمع من زينة أو حركة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني