الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول القائل إنه يكره اللغة العربية لصعوبتها

السؤال

هل حرام أم مكروه قول الشخص إنه يكره اللغة العربية، ونيته في ذلك القول إنها صعبة أو مملة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن اللغة العربية لها منزلتها المنيفة السامقة، فهي اللغة التي أنزل بها القرآن العظيم، وكفى بذلك لها شرفا، واللغة العربية من الدين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، والخلق، والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق، وأيضا: فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن زيد، قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أما بعد: فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن، فإنه عربي ـ وفي حديث آخر عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: تعلموا العربية، فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض، فإنها من دينكم ـ وهذا الذي أمر به عمر ـ رضي الله عنه ـ من فقه العربية وفقه الشريعة، يجمع ما يحتاج إليه، لأن الدين فيه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو فقه أعماله. اهـ.

وقد بينا شيئا من فضائل اللغة العربية في الفتاوى التالية أرقامها: 97354، 31941، 25876.

وأما تحدث الشخص بأنه يكره اللغة العربية مريدا بذلك الكراهة الطبعية، لصعوبة تعلمها أو نحو ذلك: فلا يظهر أنه وقع في محذور شرعي، وإن كان الأليق اجتناب مثل هذا التعبير تأدبا مع لغة القرآن الكريم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني