الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وجود طعم لجرح داخل الفم مع ابتلاع الريق في الصلاة

السؤال

سألتكم مرة السؤال التالي: أصابني مرة جرح داخل الفم, وكان ينزف, ثم توقف نزيف الدم, لكنني ظللت أشعر بطعم شيء معين, فقلت: بما أن هذا الطعم ليس طعم دم فلن أكترث له, ثم تبين لي بعد الصلوات التي صليتها على تلك الحال أن ذلك الطعم هو لمادة معينة تخرج من الجرح، لكنني لم أنتبه لوجودها إلا بعد الصلوات بزمن, فهل أعيد تلك الصلوات؟ وسؤالي لم يكن فقط بخصوص الدم كمادة نجسة في الصلاة، بل أيضاً بخصوص أنه لابد أنني بلعت ريقي أثناء تلك الصلوات، وأخشى أن يكون من الأكل في الصلاة، وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما دمت لم تتعمدي فعل ما يبطل الصلاة، فلا تلزمك الإعادة، وقد نص الفقهاء على أن يسير الأكل والشرب سهوا أو جهلا، وكذا ما حصل خطأ لا تبطل به الصلاة، لقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5}.

قال في كشاف القناع: وإن كان الأكل أو الشرب سهوا أو جهلا لم يبطل يسيره، فرضا كان ما حصل ذلك فيه أو نفلا، لأن تركهما عماد الصوم وركنه الأصلي، فإذا لم يؤثر فيه حالة السهو فالصلاة أولى وكالسلام، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان. انتهى.

وقد يقال إن بلع مثل هذا لا تبطل به الصلاة، لكونه مما يجري به الريق، قال في كشاف القناع: ولا بأس ببلع ما بقي في فيه من بقايا الطعام من غير مضغ أو بقي بين أسنانه من بقايا الطعام بلا مضغ مما يجري به ريقه وهو اليسير، لأن ذلك لا يسمى أكلا. انتهى.

وعلى كل حال، فإنه لا يلزمك والحال ما ذكر قضاء شيء من الصلوات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني