الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نهج مكتبة الحديث في موقع الشبكة الإسلامية

السؤال

أخي في الله عندي سؤال وهو: ما مدى صحة مكتبة الحديث في الموقع؟ لأنني ـ جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم ـ أريد أن أعمل مثل الكتيبات وأقوم بنسخها وطبعها في المطبعة إن استطعت ذلك ـ إن شاء الله ـ لتعم الفائدة والمعرفة للجميع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مكتبة الحديث في موقع الشبكة الإسلامية ـ إسلام ويب ـ شاملةُ لما تيسر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جمعه أئمة الحديث في مصنَّفاتهم، وهذه المصنّفات ليست سواء، ففيها الصحاح التي تمتاز بعناية مؤلفيها بجمع صحيح الحديث وترك ضعيفه وترتيب الحديث حسب الموضوعات، كما عمل البخاري ومسلم.

وفيها السنن التي اعتنت بجمع الأحاديث حسب الموضوعات، ولم يلتزم مؤلفوها بالاقتصار على الأحاديث الثابتة، بل أدخلوا فيها بعض الأحاديث الضعيفة، كما عمل الترمذي وأبو داود.

وفيها المسانيد وتمتاز بأن أصحابها جمعوا مسند كل صحابي على حدة من دون اعتبار لحال الحديث صحة وضعفاً، ومن غير ترتيب موضوعي، كما عمل الإمام أحمد والحميدي.

وفيها المعاجم وتمتاز بجمع المؤلفين أحاديث رووها حسب ترتيب الصحابة أو شيوخهم، حيث يأتي المؤلف بمرويات كل شيخ أو صحابي وحده من دون عناية بالموضوعات ولا اعتبار للصحة مثل ما عمل الطبراني في الأوسط، فقد جمعه حسب شيوخه، وفي الكبير فقد ذكر ما تيسر له عن كل صحابي.

وفيها المصنفات التي عنيت بجمع الأحاديث حسب الموضوعات مع إضافة الآثار المروية عن السلف في ذلك الموضوع دون التزام بالصحة، فاجتمع فيها المرفوع الصحيح وغيره مع الموقوف والمقطوع، كما عمل عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما.
وعلى هذا، فإن أردت جمع مادة صالحة للنشر والتوزيع على عموم المسلمين فاقتصر على الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما، وإن أردت التوسع، فانتقِ من الأحاديث التي حكم العلماء بصحتها، ومن أيسر ذلك ما جمعه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة، أو في مشروعه تقسيم السنن الأربعة ـ سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ـ إلى صحيح وضعيف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني