الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة في تقديم بعض سنن الوضوء على فرائضه

السؤال

لماذا السنة قبل الفرض في الوضوء مثل المضمضة قبل غسل الوجه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد ذكر الفقهاء بعض الحكم لتقديم غسل اليدين أولا في الوضوء والمضمضة والاستنشاق ـ مع أنها مستحبات ـ على غسل الوجه الذي هو أول الفروض، فمن ذلك أنهم قالوا الحكمة هي معرفة وصف الماء وكونه طهورا، فالوضوء لا يصح إلا بماء طهور ـ كما هو معلوم ـ فإذا غسل المتوضئ يديه أولا رأى الماء، وإذا تمضمض تذوقه، وإذا استنشق شمه، فيعرف وصف الماء الذي يتوضا به, قال الشرواني الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ في حاشيته على تحفة المحتاج: مِنْ فَوَائِدِ غَسْلِ الْيَدَيْنِ وَالْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ أَوَّلًا مَعْرِفَةُ أَوْصَافِهِ، وَهِيَ اللَّوْنُ وَالطَّعْمُ وَالرَّائِحَةُ هَلْ تَغَيَّرَتْ أَوْ لَا. اهـ.

وعلى كل، فسواء كانت الحكمة هذه أم غيرها، وسواء أدركنا الحكمة أم لا، فإنه ليس علينا إلا التسليم لحكم اللطيف الخبير: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا {الأحزاب: 36}.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني