الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل مع شركة تقوم بتصوير الكتب ونسخ البرامج دون إذن أصحابها

السؤال

أعمل لدى شركة تقوم بتقديم خدمات تدريبية للأشخاص، ولكن هذه الشركة تقوم بالتعدي على الحقوق الفكرية للأفراد، والشركات عن طريق تصوير كتب، ونسخ برامج بدون إذن أصحابها.
عملي بالشركة ليس له علاقة بالجزء الخاص بسرقة الحقوق، فأنا أعمل مصمما لديهم، حيث أقوم بتصميم أغلفة للكتب التي يصورونها، وإعلانات لهم، ومواقع وهكذا.
فهل مالي حلال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا موقف الشريعة الإسلامية من حقوق الملكية الفكرية كما في الفتوى رقم: 6080. وذكرنا فيها أن تلك الحقوق خاصة لأصحابها، وقد أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة لتمول الناس لها. وهذه الحقوق يعتد بها شرعاً، فلا يجوز الاعتداء عليها.
فينبه أصحاب الشركة على ذلك ليجتنبوا نسخ أو طباعة ما يمنع أصحابه من نسخه، وإعادة طبعه دون إذنهم.

وعملك في الشركة إذا كان لا صلة له بالحرام أو الإعانة عليه، فلا حرج فيه وفيما تكسبه منه، لكن ما ذكرته من تصميمك لأغلفة الكتب التي اعتدوا عليها، من التعاون معهم على اعتدائهم وإثمهم، وقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}. فامتنع عنه فيما يستقبل، وتب إلى الله، وراتبك حلال كله إن كنت فعلت ذلك جاهلا بالتحريم، أما مع العلم فما أخذته مقابل هذا التصميم من جملة الراتب تخلص منه في وجوه البر، ومنافع المسلمين العامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني