الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام الكلام والإمام يخطب

السؤال

في يوم الجمعة بحكم امتلاء المسجد بالمصلين، تكون هناك مظلة كبيرة خارج المسجد، ويفصل بين المظلة والمسجد شارع؛ وبحكم الامتلاء نقوم بالصلاة داخل المظلة.
أثناء وضع السجادة، ولم أصل بعد تحية المسجد، مرَّ رجل، فسلم علي، ورددت السلام قبل صلاتي لتحية المسجد. فهل علي شيء ؟
والسوال الآخر: ألاحظ من بعض الجاليات أنهم يقومون بالتحدث مع بعضهم والإمام يخطب.
أريد أن أنصحهم، وأحس بقهر وغيره على ديني من هذا الاستهزاء منهم، وهم من الجاليتين السودانية، والبنغلاديشية، وأثناء إرادتي نصحهم أتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: من قال صه والإمام يخطب، فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تقدم حكم رد السلام أثناء الخطبة ممن يسمعها، راجع ذلك في الفتوى رقم: 27158 وإذا كنت جاهلا بالحكم حين رددت السلام، فلا إثم عليك، وإلا فاستغفر الله تعالى، ولا تعد لمثله.

وبالنسبة للذين يتكلمون أثناء خطبة الجمعة وهم يسمعون صوت الخطيب، فهولاء يشار إليهم بالإنصات ولا يتكلم معهم، ثم يبين لهم، وينصحون بعد انتهاء الخطبة.

قال في المغني: وإذا سمع الإنسان متكلما لم ينهه بالكلام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قلت لصاحبك: أنصت والإمام يخطب، فقد لغوت. ولكن يشير إليه، نص عليه أحمد، فيضع أصبعه على فيه. انتهى.
وأما إن كانوا لا يسمعون صوت الخطيب؛ فقد اختلف العلماء في حكم الكلام حينئذٍ, وعلى القول بالجواز، فيستحب لهم الاشتغال بذكر الله تعالى، وقراءة القرآن.

قال الإمام النووي- رحمه الله تعالى- في كتابه (المجموع): فَأَمَّا مَنْ لَا يَسْمَعُهَا [أي الخطبة] لِبُعْدِهِ مِنْ الْإِمَامِ، فَفِيهِ طَرِيقَانِ لِلْخُرَاسَانِيَّيْنِ (أَحَدُهُمَا) الْقَطْعُ بِجَوَازِ الْكَلَامِ (وَأَصَحُّهُمَا) وَهُوَ الْمَنْصُوصُ، وَبِهِ قَطَعَ جُمْهُورُ الْعِرَاقِيِّينَ وَغَيْرُهُمْ أَنَّ فِيهِ الْقَوْلَيْنِ، فَإِنْ قُلْنَا لَا يُحْرَمُ الْكَلَامُ اُسْتُحِبَّ لَهُ الِاشْتِغَالُ بِالتِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ، وَإِنْ قُلْنَا يَحْرُمُ، حَرُمَ عَلَيْهِ كَلَامُ الْآدَمِيِّينَ، وَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ السُّكُوتِ وَالتِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ. هَذَا هُوَ الْمَشْهُورِ، وَبِهِ قَطَعَ الْجُمْهُورُ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني