الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الوساطة للتوظيف ووجود صعوبات في الأمر بعد الاستخارة

السؤال

عندي قناعة في مسألة الواسطة في العمل، وهي أنه لو كان العمل حكوميا وله معايير محددة فإنه لا تجوز الاستعانة بأحد المعارف لتسهيل الحصول على هذه الوظيفة، وكذلك الأمر في العمل الخاص، ولكنها منظومة كبيرة لها معايير ومن سيسهل العمل لي هو موظف بسيط، وعلى العكس فلو كان العمل خاصا وأحد معارفي على علاقة بصاحب العمل مباشرة فإنها هنا تكون جائزة، لأن صاحب العمل حر في من يختاره، فهل هذا الفهم صحيح أم لا؟ هذا أولا: وثانيا: كنت أحاول الابتعاد عن الواسطة قدر المستطاع، ولكن في يوم اتصل بي أحد أقاربي وقال إن أحد أصدقائه لديه شركة وطلب منه أن يختار له ثقات لشغل التخصصات المطلوبة، وتخصصي مطلوب منه فردان، وحدد لهما أن يكونا من خريجي جامعة بعينها غير جامعتي، فقال قريبي إنه لا يوجد فرق بين هذه الجامعات وإن صديقه لن يعترض لو علم بقرابتي له، فوافقت وقدمت أوراقي وجمعت له 3 آخرين من معارفي ليختار منا 2 .. وكان اثنان ممن قدمتهم معي قد تخرجوا من الجامعة المطلوبة، وقام قريبي بتقديم بيانات الجميع للشركة، وأخبرهم أنه قابل الجميع وأن أفضل اثنين هما أنا وآخر، فحزنت كثيرا لأنه كذب في هذا الأمر فهو لم يقابلنا وأنا لا أحب أن أبدأ عملي بكذب، ولكنني لم أعلم بهذا الكذبة إلا بعد ذلك، فقامت الشركة بعمل مقابلة لي وزميلي، وكانت مقابلة جيدة وأظن أنني تفوقت على زميلي في الأمور الفنية، وعلم الممتحن لنا بقرابتي لمن قدمني غير أنه بعد المقابلة أخبر قريبي أنه يريد زميلي ولا يريدني، لأنه فهم مني أنني أميل لمجال آخر، فقلت لقريبي إنني عملت سابقا في مجالين أحدهما المجال المطلوب، فقال لي اتصل بالرجل ووضح له الأمر فربما التبس عليه الأمر، ففعلت ذلك، وبعدها أخبرت قريبي أنني وضحت له الأمر وأنني أقبل ما يقرره فأخبرني أنهم طلبوا منه تحديد موعد لامتحان الزميلين الآخرين فرفض بحجة أنه من أتى لهم بالأربعة وأنهم إذا لم يقبلوني فلن يوصلهم إلى الباقين، فقلت له إنني لا أوافق على هذا وإنني أتقبل رفضهم لي، وطلبت منه ألا يمنعهم من امتحان زملائي، ولكنه قال لي إن الممتحن ليس بيده شيء، وأنه سيتصل بصاحب الشركة ويخبره بالموضوع ولن يجبره على قبولي، ومضي حوالي أسبوع لم أسمع أي أخبار حتى اتصلت بقريبي فقال انتظرني حتى أكلم صاحب الشركة، ثم اتصل بي وقال إنه السبب في هذا التأخير، لأنهم طلبوا منه أن يوصيلهم إلى زملائي 3 وأخبروه أنهم لا يريدونني فرفض ذلك حتى وافقوا علي، فأخبرته ثانية أنني أتقبل الأمر ولم يكن هناك داع لما يفعله، فقال أرسل لهم صور شهادتك أنت وزملاءك، فاعتقدت أنهم سيوظفوننا جميعا ثم أخبرني بعدها أنهم سيوظفوني أنا وزميلي الذي امتحن معي فقط، فقلت له وزملائي الآخرون؟ فقال إنهم وكلوه في اختيار المناسبين واختارني وزميلي، هذا بجانب أن أحد زملائي الذين لن يوظفوا رفضتهم الشركة نفسها بعد أن طلب منهم أشياء كثيرة، وقد استخرت الله كثيرا، فهل كان علي الانسحاب بعد رؤية هذه الصعوبات أم علي الاستمرار إلى النهاية وما سيكتبه الله لي هو الخير؟ حاولت أن أبتعد عن الكذب أو الظلم لزملائي في هذا الموضوع، ولكنني أعتقد أن هناك بعض الأمور تجري وراء الكواليس بين قريبي والشركة لا أعرفها، فهل علي إثم فيما حدث؟ وهل أخطأ قريبي؟ وإذا كان قد أخطأ فهل هذا يكفي أم علي رفض الوظيفة بأكملها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما مسألة حكم الوساطة من أجل التوظيف: فقد فصلنا القول فيها في الفتوى رقم: 97529، ونكتفي به حول ما أثرته في ذلك.

وأما عملك في الوظيفة المذكورة بعد ما مررت به من مقابلات وغيرها: فلا حرج عليك فيه ما دمت تتقنها وتحسنها، وإذا كان قريبك قد قارف إثما من تلقاء نفسه دون رضى منك وإقرار، فهو عليه وحده، وكونك قد استخرت الله عز وجل في الوظيفة ثم وجدت دونها عقبات وتيسرت بعد ذلك فتلك العقبات ليست دليلا على عدم خيرتها ولزوم الانصراف عنها، وإنما العبرة بما يكون، ووجود العقبات أوانقباض الصدر ونحو ذلك مجرد قرائن يمكن الاستئناس بها فحسب، لكن المعول عليه هو ما يتم من حصول الأمر أوعدمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني