الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تُسترجع قيمة البناء أم قيمة الذهب الذي أنفق في بنائه؟

السؤال

قمت ببناء بيت على أرض والد ‏زوجي حسب رغبة والده. وبنيت ‏البيت من ذهبي الذي أهداني إياه ‏والدي، وجزء من المال من أبي ‏أيضا، وجزء دين لم يسدد حتى الآن. ‏وبعد ست سنوات عندما كبر أخوه ‏طلب والده منا أن نترك البيت تحت ‏التهديد بالمشاكل، وتهجم هو وأولاده ‏علينا بالبيت، وطلب من زوجي أن ‏يدفع مبلغا شهريا له، ولكن زوجي ‏رفض؛ لأن المبلغ يذهب لمصلحة ‏إخوته الذين تهجموا عليه. وقال ‏لوالده: المبلغ الذي تريده سأشتري لك ‏به ما يلزمك، أي لمصرفه الخاص ‏حتى لا ينتفع منه إخوته، فرفض، ‏وأجبرنا أن نترك البيت. بعدها زوج ‏ابنه من ماله الخاص، وأسكنه بيتنا ‏لمدة 3 سنوات، وبعدها قاموا بهدم ‏البيت وإقامة بناية لأولاده مكان بيتنا، ‏ويقولون لنا ضاعت عليكم الفرصة البيت انهدم. ‏هل يجوز هذا؟
والان أنا أطالب بالمبلغ ‏الذي دفعته، وذهبي. فأحب أن أعرف ‏هل من حقي أن أطلب، مع العلم أن ‏ذهبي عندما بعته كان الجرام بسبعة ‏دنانير، والآن بأكثر من ثلاثين دينارا. ‏فهل يسدد لي بالقيمة الحالية؟ ومن ‏الذي يجب أن يدفع لي والده أم أولاده؛ ‏لأنهم هم الذين قاموا بالبناء، ‏ووالدهم يسكن معهم.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحكم في المسألة المذكورة ينبني على معرفة ما تم الاتفاق عليه عند بناء البيت بينك وبين صاحب الأرض. هل وهبك الأرض وملكك إياها، أم دفعها إليك لتبني عليها البيت على سبيل العارية أم ماذا ؟

ثم إن مسائل الخصومات، وقضايا المنازعات، لا بد من رفعها للمحاكم كي تسمع من الخصوم وتعطي كل ذي حق حقه. ولا يمكننا الحكم لعدم اكتمال تصور المسألة؛ لما بيناه فيها من الاحتمالات التي يعسر تتبعها والجواب عنها كلها.

وعلى كل، فلو ثبت لك حق المطالبة بقيمة البناء، فالمعتبر قيمته هو، ولا عبرة بقيمة الذهب الذي أنفقته في بنائه.

وللفائدة انظري الفتوى رقم: 65439.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني