الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تقبيل الصبي أثناء الصلاة

السؤال

ما حكم صلاة المرأة التي يأتي ابنها الصغير إلى حضنها وهي تصلي، فتقوم أحيانا بتقبيله عن غير قصد أثناء الصلاة، وتكمل صلاتها؟؟
فهل تصح صلاتها أم عليها أن تقوم بإعادتها؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تقوم به تلك المرأة من تقبيل الطفل أثناء الصلاة، قد يدخل في ضابط الفعل اليسير الذي لا يبطل الصلاة. وهذا الضابط يرجع لما تعارف عليه الناس.

جاء في الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين: إذاً؛ يُرجع إلى العُرف، فإذا قال النَّاس: هذا عَمَلٌ ينافي الصَّلاة؛ بحيث مَن شاهد هذا الرَّجُل وحركاته؛ يقول: إنه لا يُصلِّي. حينئذٍ يكون مستَكْثَراً. أما إذا قالوا: هذا يسيرٌ، فإنه لا يضرُّ، ولنضربْ لذلك أمثلة: لو كان مع الإِنسان وهو يُصلِّي صبيٌّ؛ فَحَمَله من أجل أن يُمسك عن الصِّياح، فَيَسْلَم الصبيُّ من الأذى، ويُقْبِلَ هذا الرَّجلُ على صلاته؛ فَحَمَلَ الصبيَّ، وجعل إذا رَكَعَ وَضَعَه، وإذا سَجَدَ وضعه، وإذا قام حمله. فعندنا عدَّة حركات، حركة الحَمْل، وحركة الرَّفع، وحركة الوضع، وربما نقول: وتَحمُّلُ الحِمْل؛ لأن الصبيَّ إذا كان كبيراً فَسيَثْقُلُ على المصلِّي، فكلُّ هذا نعتبره يسيراً لا يبطل الصلاة، لأنَّ مثله حَصَلَ من النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم. انتهى.

وبناء عليه، فالظاهر ـ والله أعلم ـ أن تقبيل الصبي أثناء الصلاة من الفعل اليسير الذي لا يبطل الصلاة, ولا يعتبر مكروها أيضا إذا كان من غير قصد " كما ذكرت السائلة "

جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: والفعل القليل الذي لا يبطل الصلاة مكروه، إلا في مواضع (أحدها) أن يفعله ناسيا. انتهى.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 121351

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني