الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من يسكن مع أشخاص يتهاونون بأداء الصلاة

السؤال

أفتوني مأجورين: أسكن مع أشخاص يتهاونون بالصلاة ولا يصلونها إلا الثامنة صباحا، والبعض منهم لا يصلي بعض الفروض إطلاقا تكلمت معهم ونصحتهم، ولكن لا فائدة، فهل علي إثم إذا تركتهم على حالتهم هذه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن ترك الصلاة، وتأخيرها عن وقتها دون عذر من أعظم الذنوب، قال ابن القيم: لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة. اهـ.

ومما يبين عظم هذا الجرم أن جمعا من أهل العلم يرون أن من ترك صلاة واحدة متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر كفرا أكبر، وانظر ذلك في الفتوى رقم: 1145.

فالذي ينبغي لك هو بذل الوسع في منصاحة مساكنيك، وتذكيرهم بخطر التهاون بشأن الصلاة، والإنكار باللسان هو الواجب في حقك ما دام لا ولاية لك عليهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. أخرجه مسلم.

وإن لم يستجيبوا لنصحك فالأولى لك مفارقتهم وترك السكنى معهم، لئلا تتأثر بحالهم، فالجليس يتأثر بما عليه جليسه، وراجع للفائدة الفتويين رقم: 50971، ورقم: 71219.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني