الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفى بفضل العلم قوله تعالى (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْما)

السؤال

ماهو أجر المعلم عند الله وهل صحيح بأن مجلس العلم الواحد يعادل عبادة ستين عاماً؟ و جزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن أجر المعلم كبير وفضله عظيم، ويكفيه فضلاً أن الله تعالى إنما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم معلماً. ففي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم من بعض حجر نسائه فدخل المسجد، فإذا هو بحلقتين؛ إحداهما: يقرأون القرآن ويَدْعُون الله تعالى، والأخرى: يتعلمون ويعلمون، فقال صلى الله عليه وسلم: كلٌّ على خير، هؤلاء يقرأون القرآن ويدعون الله تعالى، فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون. وإنما بعثت معلماً، فجلس معهم.
وفي فضل معلم الناس الخير وعظيم أجره جاء عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان، أحدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير.
وفي رواية: وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر. رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه.
ويكفي مجالس العلم فضلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختارها وفضَّلها على مجالس قراءة القرآن والذكر والدعاء، ويكفي في فضل العلم أن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستزيده في شيء سوى العلم، فقال تعالى:وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً .[طـه:114]، وقال سبحانه:يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ .[المجادلة:11]، وقال تعالى:قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ .[الزمر:9] . وقال صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء.
ومن هنا ندرك خطأ أولئك الذين يقللون من شأن العلم وأهله، وخاصة علوم الدين وما يخدمها من اللغة، وعلوم الآلة، فالخير كله في العلم والتعلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. متفق عليه
وندرك كذلك خطأ أولئك الذين يقللون من شأن المعلمين ويزدرون وظيفتهم .
والحاصل : أن الإسلام رفع شأن العلم وأهله بصفة عامة، حتى إن الحيوانات المتعلمة أفضل من غيرها، ولكن علوم الشريعة في المرتبة العليا، ولكن تفضيل المجلس العلمي الواحد على عبادة ستين سنة أو مدة معينة لم يرد به نص فيما نعلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني