الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تسديد القرض الربوي من فوائد ربوية

السؤال

للأسف، لقد اضطررت لأخذ العديد من القروض من بنك ربوي، ولازلت أقوم بتسديدها إلى الآن، ولكن لازالت أمامي أربع سنوات أخرى حتى تنتهي مدة تلك القروض. أما الآن فقد أصبح لدي بفضل الله تعالى فائض من المال، ولكنه أقل بكثير من القيمة المتبقية لسداد هذا القرض.
فهل يمكنني أن أضع هذا المال في هذا البنك، وأستفيد الفوائد في سداد باقي أقساط المبلغ المتبقي، ولا آخذ إلا رأس المال الذي اقترضته أم إن هذه الآية الكريمة التالية لا تنطبق على ذلك؛ قال تعالى: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك فعل ما ذكرته من إيداع المال في البنك الربوي، كي تسدد من فوائده ما بقي في ذمتك من القروض الربوية أوفوائدها. وإن كنت قد أقدمت على الاقتراض بالربا مضطرا حقا، فلا إثم عليك؛ ولمعرفة حد الضرورة المبيحة للربا انظر الفتوى رقم: 134175.

وعلى كل، فليس لك إيداع المال بالبنك الربوي، ولو فعلت فلا يجوز لك الانتفاع بالفوائد الربوية في سداد دينك أوغيره، بل يلزم التخلص منها في مصالح المسلمين، ودفعها للفقراء والمساكين.

ولو كان تعجيل سداد الديون الربوية يسقط الفوائد، فعليك المبادرة إلى سدادها بما تيسر معك من المال. وإلا فلا ينبغي لك تعجيل السداد. وننبهك على أنه لايلزمك غير سداد أصل القرض، وأما فوائده الربوية فلا يلزمك سدادها. وهذا هو معنى الآية التي ذكرت. ومثله لو أقدمت على إيداع المال في البنك الربوي، فليس لك سوى رأس مالك، والفوائد ليس لك الانتفاع بها في سداد الدين أوغيره .

وانظر الفتويين التاليتين: 26851 ، 125384.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني