الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحج من مال حرام من حيث الصحة والثواب

السؤال

أنا امرأة أديت فريضة الحج مع أبي وقد تكفل هو بالصرف على حجتي علما بأنه حصل على ذلك المال عن طريق تزوير في مواد غذائية وقد نصحته مراراً فهل تقبل حجتي ودعائي؟وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الذي عليه جماهير العلماء هو أن من حج من مالٍ حرام صح حجه، وإن كان آثماً لاكتسابه المال الحرام، ومذهب الحنابلة أن من حج من مالٍ حرام لم يصح حجه، والراجح الأول.
هذا من حيث الصحة وعدم الصحة.
وأما هل يقبل -أي يثاب عليه صاحبه- أم لا؟ فأمر آخر.
وقد دلت النصوص الكثيرة على أن الله عز وجل لا يقبل إلا طيباً، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلاّ طيباً، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام! ومشربه حرام! وغذي بالحرام! فأنى يستجاب لذلك".
وبعد هذا نقول للأخت السائلة، إن فريضة الحج قد سقطت عنك بهذه الحجة التي أديتيها بصحبة والدك، إن كان الحج حصل منك بعد بلوغك، كما فهمنا من السؤال بقولك: أنا امرأة.
ولكن ينبغي لك إن استطعت أن تحجي وتعتمري تطوعاً ليكمل به ما انتقص من الفريضة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني