الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك المشاركة في المظاهرات

السؤال

أنا مصري، ولا أفهم في السياسة. هل معنى أني لا أفهم في سياسة بلدي، أو لا أريد أن أفهم في سياسة بلدي، أني متعصب زيادة عن اللازم؟
هل سأحاسب في القبر، أو يوم القيامة؛ لأني لا أشارك في المظاهرات ضد الفساد، أو لم أشارك في أي عمل وطني؟
هل سأحاسب على عدم المشاركة سواء مع الإخوان أو مع السلفيين، أو الفلول، مع العلم أني أسمع كلاما كثيرا ولست واثقا في أي كلام لأني لم أره. هل بالتالي أكون خائنا لبلدي، أو فعلت حراما وسأحاسب على هذا الكلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس فيما ذكرت من ترك المشاركة في المظاهرات، خيانة للوطن، ولا ما يستوجب أن تحاسب في قبرك، أو تكون به آثما إذا فعلت ما يجب عليك من عبادة الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فإذا رأيت منكرا ظاهرا، أو علمت منكرا وتحققت من كونه كذلك، فينبغي أن تسعى في تغييره بما يمكن مما لا يؤدي إلى مفسدة أكبر. وينبغي أن تجتهد في فهم واقع بلدك ليكون لك دور في الإصلاح والتغيير إلى الأفضل، وتكون عونا للمصلحين، واحرص على ألا تتكلم في أمر إلا ببينة، وألا تصدق كل ما يقال في هذا الشأن فكثير منه كذب وتلفيق، واشغل نفسك بما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، ومن ذلك الاهتمام بإصلاح المجتمع والنهوض به من كبوته، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى الله تعالى والتمسك بشرعه، فاجتهد في تعلم العلم النافع، والعمل به والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة؛ فإن ذلك أعظم ما تخدم به وطنك، وتؤثر فيه إيجابا. وإذا وجدت استحقاقات سياسية كانتخابات أو نحوها، فعليك أن تؤيد الأفضل والأقوم بطاعة الله تعالى ومصالح العباد، فتختار للولايات العامة من كان قويا أمينا؛ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 180199.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني