الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مضغ المرأة اللبان أمام الرجال الاجانب عنها

السؤال

هل يحرم مضغ المرأة للبان بشكل يلفت انتباه الرجال، لئلا يظنوا بها سوءا؟ أم يجوز، لأنه لا يوجد نص قرآني أو نبوى يمنع هذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مضغ العلك مباح، فالأصل في الأشياء الإباحة، ولا يفتقر الحكم بإباحة مضغ العلك إلى ورود دليل خاص، قال ابن تيمية: لست أعلم خلاف أحد من العلماء السالفين في أن ما لم يجئ دليل بتحريمه، فهو مطلق غير محجور، وقد نص على ذلك كثير ممن تكلم في أصول الفقه وفروعه، وأحسن بعضهم ذكر في ذلك الإجماع يقينا، أو ظنا كاليقين. اهـ.

وفي المحيط البرهاني من كتب الحنفية: مضغ العلك للنساء لا بأس به بلا خلاف، واختلف المشايخ في مضغه للرجال منهم من كره ذلك، ومنهم من قال: إن كان الرجل يمضغ كما تمضغ المرأة، وكان يرى هيئته هيئة النساء يكره، وإن كان يمضغ جلداً كمضغ الرغيف، لا يكره، قال شمس الأئمة الحلواني في شرح كتاب الصوم: والصحيح أنه لا بأس به في حق الرجال والنساء جميعاً إن كان لغرض صحيح. اهـ.

ولا يوجد دليل يمنع المرأة من مضغ العلك أمام الرجال إن كان لا يثير فتنة، فيبقى على أصل الحل، وقد رخص بعض الأئمة في أكل المرأة للطعام أمام غير المحارم، ففي الموطأ: سئل مالك هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم منها، أو مع غلامها؟ فقال مالك: ليس بذلك بأس إذا كان ذلك على وجه ما يعرف للمرأة أن تأكل معه من الرجال، قال: وقد تأكل المرأة مع زوجها ومع غيره ممن يؤاكله، أو مع أخيها على مثل ذلك. اهـ.

وأما إن كان مضغ المرأة للعلك بطريقة فيها إثارة للرجال وفتنة لهم: فلا ريب في أنه ممنوع، فالشرع الحكيم قد نهى المرأة عن كل ما فيه فتنة للرجال، حتى مجرد ضرب المرأة برجلها لإعلام الرجال بما يخفى من زينتها ممنوع، كما قال سبحانه: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ {النور:31}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني